القاهرة - سجى عارف:
اختتم جناح المملكة ضيف شرف معرض القاهرة الدولي برنامجه الثقافي المصاحب لمشاركته في المعرض بندوة عن «الإبداع والابتكار في التعليم العالي بالمملكة»، ألقاها الدكتور عبدالقادر الفنتوخ وكيل وزارة التعليم للتخطيط والمعلومات وأدارها الدكتور خالد الوهيبي الملحق الثقافي بالقاهرة وفي بداية الندوة وجه الدكتور الفنتوخ التحية لجمهور الحاضرين ولزائري جناح المملكة وللشعب المصري على حفاوة الاستقبال متمنيا لمصر التقدم والازدهار، ومثمنا العلاقات الراسخة التي تربط بين الشعبين الشقيقين.
حيث استهل د. عبدالقادر الفنتوخ محور محاضرته بالقول: إن المملكة قد سعت إلى رسم رؤية بعيدة المدى للعلوم والتقنية والابتكار وذلك بإعداد خطط وطنية تهدف إلى إرساء دعائم ومقومات الاقتصاد القائم على المعرفة، مشيراً إلى أن المملكة حققت أعلى نسبة نمو في الإنتاج البحثي بين مجموعة الدول العشرين خلال العشر سنوات الأخيرة، وقد نما إنتاج المملكة البحثي بنسبة 373%، وتعد المملكة الأكثر نمواً وتميزاً في اقتصاد المعرفة في منطقة الشرق الأوسط، وأحد أكبر 20 اقتصاد في العالم وأكبر اقتصاد في العالم العربي وشمال إفريقيا، كما تستحوذ المملكة على 25% من مجموع الإنتاج المحلي العربي، مؤكداً أن كل هذه معطيات تساهم بشكل كبير في النهوض بالاقتصاد المعرفي في المملكة وأضاف أن الإنفاق على التعليم في المملكة وصل إلى 217 مليار ريال في عام 2015م، وهو ما جعل التعليم في المملكة يشهد تطوراً ونهوضاً غير مسبوق في التعليم السعودي.. مشيراً إلى أن الإنفاق على البحث العلمي قد وصل إلى 24 مليار ريال.
مضيفاً: إن هناك 858 براءة اختراع للمملكة مسجلة عالمياً، وبهذا الرقم تحتل المملكة المركز الأول تليها دولة الكويت ثم مصر بـ 212 براءة اختراع.. كما وتطرق د. الفنتوخ إلى أودية التقنية وأهميتها في صنع جيل من العلماء الشباب حيث قامت وزارة التعليم بتدشين وحدة الأودية والتي ستلعب دوراً كبيراً وحيوياً -إن شاء الله- في النهوض بالاقتصاد المعرفي، مشيراً إلى أهمية «وادي الرياض» الذي حقق طفرة مذهلة. وأكد وكيل الوزارة للتخطيط والمعلومات أن «وادي الرياض» للتقنية يعد مشروعاً فريداً وجديداً لتطوير الصناعات القائمة على المعرفة وهو استثمار ضخم في صناعة وتقنيات الأبحاث، ويؤسس لمجتمع حضاري في ثلاث منظومات في صناعة التقنيات المتقدمة لتسهم بفاعلية في صناعة تقنيات الأبحاث واستثمارها اقتصادياً, ويستثمر فيه عشرات الشركات ومراكز الأبحاث المحلية والإقليمية والعالمية لتوظيف -بشكل مباشر وغير مباشر- ما يقارب 3000 باحث، و12000 خبير تجاري، وتتيح 5000 فرصة عمل للطلبة خلال وبعد الدراسة الجامعية بحلول عام 2020م داخل وخارج منطقة الوادي.
وأضاف: عملت جامعة الملك سعود على التخطيط بمستوى عالمي لمشروع «وادي الرياض للتقنية» لتحقيق طموحات حكومة خادم الحرمين الشريفين في تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة وتعزيز وتنويع موارد المملكة ومميزات تنافسيتها. ولتمارس الجامعة دوراً رئيساً في ذلك بما يتوافر لها من دعم ورعاية كريمة من مقام حكومة خادم الحرمين الشريفين وما يعاضد ذلك من إمكانات (مادية وبشرية وعلمية)، ضمن تعزيز استثمار الممتلكات الفكرية والبحثية في مجال اقتصاديات المعرفة.
وما يؤكد حرص واهتمام الجامعة بهذا المشروع الإستراتيجي والحيوي هو تخصيص موقع إستراتيجي بالجامعة وبمساحة 1670000 متر مربع للمشروع تضم ثلاث منظومات في صناعة تقنيات الأبحاث الحيوية والكيميائية والمعلومات والاتصالات تعطي الوادي الفرصة المتميزة للمنافسة والتميز. وتسهم المنظومات الثلاث كنواة في إطلاق اقتصاد سعودي مبني على الصناعات المعرفية لتنمية نسبة الصادرات المصنعة ذات العائد الأعلى. وتتضمن تلك المنظومات المجالات الآتية: التقنيات الكيماوية والمواد، التقنيات الحيوية والزراعية والبيئية، تقنيات المعلومات والاتصالات، وأكد الفنتوخ أن التقنيات الجديدة لعبت دوراً كبيراً في عملية نقل وتوطين التقنيات الجديدة الإستراتيجية، وفي زيادة القيمة المضافة للمنتجات السلعية والخدمية التي ستؤدي بدورها إلى زيادة فرص العمل ذات الدخل المرتفع للمواطنين، مع رفع معدل الصادرات غير البترولية، وتطوير الموارد البشرية، وتحسين البيئة الاقتصادية للبلاد.