الجزيرة - بيروت - فن:
قالت مصادر إعلامية خاصة من بيروت لـ«الجزيرة» إن وفداً لبنانياً وإيرانياً قد أكمل نحو عام في العاصمة اليمنية صنعاء مندوبين من قناة «المنار» التابعة لمليشيا حزب الله، وكذلك من قناة «العالم» الذراع الإعلامية الناطقة بالعربية للحكومة الإيرانية، لتشغيل وتطوير الكوادر في قناة «المسيرة» التابعة لمليشيا الحوثي المنقلبة على الدستور والنظام مؤخراً في اليمن.
وبحسب مصادر «الجزيرة» التي تثق بصحة وعمق درايتها بالشأن الإعلامي في لبنان، فإن هذه الكوادر تدير «حالياً» البث لقناة المسيرة من اليمن، وتعد نشرات الأخبار والتقارير من الضاحية الجنوبية في بيروت «معقل» ميليشيا حزب الله، ويتم تنفيذ هذه التقارير من عدة جهات كقناة «العالم» و«الميادين» و«المنار».
وتشير المصادر إلى أن «كامل» التمويل مصدره طهران مثلما تفعل مع بقية القنوات السابق ذكرها، ليتوحد خطاب طهران الموجه للعالم العربي، فيما يُلاحظ أن الموسيقى التصويرية لنشرات الأخبار والفواصل تشبه إلى حد كبير تلك التي في قناة «الميادين» و «المنار» و «قناة العالم»، ما يؤكد أن «المطبخ» واحد، وكذلك فيما يخص صيغة نشرات الأخبار ولغة الخطاب فيها، وصولاً إلى تعابير وجه المذيعين وطريقة جلوسهم ولبسهم.
وليست «المسيرة» هي القناة الوحيدة التي تمولها إيران في اليمن، فإلى جانبها تسير عدة قنوات على نفس السياق، وبالتمويل الإيراني «المباشر» مثل قناة «الساحات» اليمنية التي يملكها سلطان السامعي النائب في البرلمان اليمني عن محافظة تعز، وكذا قناة «عدن لايف».
وانطلقت قناة المسيرة الفضائية نهاية مارس من عام 2012، فيما تقع قناة العالم في منطقة «بئر حسن» بالضاحية الجنوبية على مقربة من سفارة طهران في لبنان، أما قناة «الميادين» التي مقرها في منطقة بئر حسن عند المدخل الجنوبي لبيروت، فقد قال مديرها التونسي غسان بن جدو إن المحطة يمولها مجموعة من رجال الأعمال من لبنان وخارجه، رافضاً الخوض في جنسيات هؤلاء، فيما «تؤكد» المعلومات أن تمويل القناة مصدره إيران وسوريا إضافة إلى حزب الله اللبناني.
ولا تقتصر مهمة الخبراء اللبنانيين والإيرانيين لإدارة قناة «المسيرة» لكن دعماً استخباراتياً يمارسه هؤلاء، مع قيادات المليشيا، التي تتنفس في خطاباتها بزفير طائفي مشابه لقنوات المنظومة المشابهة والشقية لها، ويعمل الخبراء من لبنان، وبإدارة عمليات مشتركة سُميت «إدارة الأزمات» موقعها الرئيس في الضاحية الجنوبية، كما تم تجهيز أستوديوهات بديلة في الضاحية الجنوبية ببيروت في حال حدوث أي طارئ.
وتمارس قناة «المسيرة» خطاباً محلياً وإقليمياً يصل إلى حد الـ«التطابق» مع قناوت العالم والمنار والميادين وبذات الترتيب، سواء في نشرات الأخبار أو على شريط الشاشة الإخباري، كما تمارس دورها التحريضي على بعض العواصم العربية والخليجية بذات الإيقاع.