القاهرة - مكتب الجزيرة - طارق محيي:
خيمت أجواء الحزن والحداد على الرياضة المصرية بعد كارثة مقتل حوالي 30 مشجعاً من جماهير نادي الزمالك «التراس وايت نايتس» أمام بوابات استاد الدفاع الجوي جراء اشتباكات مع قوات الأمن قبيل انطلاق مباراة فريقهم أمام إنبي ضمن منافسات الأسبوع الـ 20 للدوري الممتاز المصري.
وعاد فبراير الأسود ليخيم من جديد على الكرة المصرية ويهدد بإلغاء مسابقة الدوري هذا الموسم، حيث لم يمر أسبوع واحد فقط على الذكرى الثالثة لكارثة إستاد بورسعيد التي وقعت في الأول من فبراير 2012 وراح ضحيتها 72 من مشجعي النادي الأهلي في أعقاب لقاء ناديهم مع فريق المصري البورسعيدي، وترتب عليه إلغاء المسابقة في هذه السنة، وإلغاء حضور الجماهير من وقتها في الأعوام التالية.
وفي أول مباراة تعود فيها الجماهير بعد تلك الحادثة، وبعد موافقة وزارة الداخلية المصرية واتحاد كرة القدم على حضور أعدد محدودة من الجماهير لكل مباراة اعتباراً من الدور الثاني لمسابقة الدوري في العام الحالي 2015، شهدت مباراة الزمالك وإنبي سقوط 30 قتيلاً وفقاً لبيان التراس وايت نايتس.
وأصدرت رئاسة الجمهورية بياناً رسمياً، نعت فيه ضحايا أحداث إستاد الدفاع الجوي، والتي أودت بحياة عدد من أبناء مصر الأبرار، وأبدى رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي أسفه الشديد لوقوع هذه الأحداث، ووجه تعازيه لأهالي الضحايا.
ويتابع الرئيس تطورات الموقف مع رئيس مجلس الوزراء إبراهيم محلب وعدد من الوزراء، حيث أكد الرئيس أهمية انتهاء جهات التحقيق من كشف ملابسات الأحداث وتحديد المتسبب فيها، كما وجه الرئيس باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لمنع تكرار هذه الأحداث وتوفير الحماية الكاملة للمواطنين.
أما مجلس الوزراء فقرر تأجيل الدوري الممتاز المصري لأجل غير مسمى، وقال في بيان له إنه تابع عن كثب الأحداث المؤسفة التي جرت مساء الأحد خارج أبواب استاد الدفاع الجوي، قبل مباراة الزمالك وإنبي في الدوري العام، وذلك بعد دخول الجماهير حاملة التذاكر وإغلاق أبواب الاستاد، وبعد ذلك بدأت بعض الحشود في التجمع بهدف الدخول عنوة، ومحاولة اقتحام الاستاد والاشتباك مع قوات الأمن، وكذا رفضوا الخضوع لإجراءات التفتيش المتبعة لتأمين المباراة والمشجعين، ثم قاموا بأحداث عنف واعتداء على قوات الأمن وحرق السيارات وبعض الممتلكات العامة والخاصة.
وأضاف بيان مجلس الوزراء أنه نتج عن هذه الأحداث وقوع حالات عدة من الوفيات والإصابات بين جمهور المشجعين نتيجة التدافع والسقوط، وبناء على تلك الأحداث المؤسفة فقد تقرر تأجيل الدوري لموعد يتم تحديده فيما بعد.
أما النائب العام المصري المستشار هشام بركات فأمر بانتقال فريق من النيابة لمعاينة موقع الأحداث لإجراء التحقيقات واتخاذ اللازم في هذا الشأن لتحديد الجناة، كما أصدر أمراً بضبط وإحضار كل من تسبب في هذه الكارثة خاصة من مثيري الشغب الذين بدأوا الأحداث بالاعتداء على قوات الأمن.
وشهدت أعداد الضحايا تضارباً كبيراً بين العدد الرسمي الذي أعلنته وزارة الصحة بأن القتلى 20 قتيلاً وقد تم تسليمهم جميعاً إلى ذويهم باستثناء جثة واحدة مجهولة المصدر، بينما أكدت رابطة وايت نايتس عبر صفحتها الرسمية على الإنترنت أن عدد القتلى وصل إلى 30 قتلاً وهو ما أكده أيضاً مصدر طبي.
ووفقاً لرواية الداخلية المصرية، فإن الأحداث بدأت قبل المباراة بعدما تزايدت أعداد الجماهير خارج الإستاد من غير حاملي التذاكر وفاقت أعدادهم عشرة آلاف تدافعوا لاقتحام بوابات الاستاد وتسلق أسواره في محاولة منهم للدخول، أصيب على إثرها عشرات منهم نتيجة شدة التدافع تم نقلهم للمستشفيات القريبة.
وأضاف المصدر أن القوات قامت بتفريقهم، حيث توجهوا إلى الطريق المؤدي إلى الاستاد وقاموا بتعطيل حركة المرور في الاتجاهين وإيقاف الحافلة التي تقل لاعبي فريق نادي الزمالك ومنعه من الوصول إلى الاستاد وإضرام النيران في إحدى سيارات الشرطة، تم تفريقهم وتأمين وصول اللاعبين والجهاز الفني لأرض الملعب.
وقال اللواء هاني عبد اللطيف، المتحدث الإعلامي باسم وزارة الداخلية، إنه يرفض تحميل الجهاز الأمني مسئولية ما حدث أمام استاد الدفاع الجوي، واعترف بوجود خلل ليس من الأمن فقط ولكن هناك تقصير من الجميع، مشيرًا إلى أن الداخلية كانت رافضة لعودة الجماهير لكنه تم الضغط عليها من قبل الوسط الإعلامي والرياضي.
إلى ذلك أكد مصدر أمني بمديرية أمن القاهرة، ارتفاع حصيلة المقبوض عليهم إلى 17 من مثيري الشغب وبحوزتهم ألعاب نارية، خلال الاشتباكات التي دارت قبل بدء مباراة كرة القدم بين فريقي الزمالك وإنبي، وأنه أصيب حوالى 20 من رجال الشرطة.
وأضاف المصدر بأن مشرحة زينهم قد تسلمت 24 جثة لمتوفين مصابين باختناقات نتيجة قنابل الغاز والتدافع لاقتحام استاد الدفاع الجوي لعدم حملهم تذاكر دخول.