تونس - فرح التومي - الجزيرة:
اشتعلت منطقة الذهيبة من محافظة تطاوين الواقعة في أقصى الجنوب التونسي على الحدود مع ليبيا غضباً، والتهبت فيها الاحتجاجات الشعبية على خلفية افتقارها لمشاريع تنموية ونفاد صبر أهاليها الذين انتظروا طويلاً تنفيذ وعود الحكومات المتعاقبة منذ الثورة دون جدوى، فخرجت الجماهير إلى الشوارع وأحرقت العجلات المطاطية وقطعت حركة التنقل وحرقت مركز أمن مما اضطر قوات الشرطة إلى التدخل عبر استعمال الغاز المسيل للدموع لتفريق جموع المحتجين الذين طالبوا بإلغاء المعاليم الجبائية الموظفة على حركة العبور من وإلى الجارة ليبيا التي تضرر منها التجار التونسيون الذين يعيشون على عائدات تجارتهم البينية. وقد سقط عدد من الضحايا من الطرفين الأمني والمدني تم نقلهم في حالة حرجة الى المؤسسات الاستشفائية في الجهة.
وكانت المدينة أعلنت في وقت سابق عن اعتزامها الدخول في إضراب عام يوم غد الثلاثاء على خلفية تواصل سياسة التهميش وغياب التنمية وتضاعف نسبة البطالة في صفوف شبابها، وقد أعلن عضو مجلس نواب الشعب عن محافظة تطاوين عن حركة نداء تونس الطيب المدني عن تكوين خلية أزمة للاهتمام بالوضع بمنطقة الذهيبة تضم مختلف مكونات المجتمع المدني ستتولى رفع مطالب الأهالي إلى حكومة الحبيب الصيد على أمل أن تلغي المعلوم الجبائي الموظف على دخول الليبيين الى تونس والذي قابلته السلط الليبية بفرض معلوم مضاعف على دخول التجار التونسيين الى أراضيها. وقال المدني إن الأمل يبقى قائماً في أن ترفع ليبيا في المقابل هذا المعلوم نهائياً.
وفيما كان رجال الأمن يتصدون بكل حزم للموطنين بثلاث مدن جنوبية صغيرة تقع على الحدود مع ليبيا، كانت الفرق المختصة في مكافحة الإرهاب تلقي القبض على مجموعة إرهابية متكونة من 32 عنصراً كانت تستهدف مناطق في العاصمة وفي الجنوب. وكشف الناطق باسم وزارة الداخلية محمد علي العروي أن العناصر الإرهابية التكفيرية المرتبطة بكتيبة عقبة بن نافع الإرهابية والتي تضم بعض العائدين من سوريا، كانت تستهدف بالأساس وزارة الداخلية إلى جانب عدد من ثكنات الجيش الوطني في مختلف مناطق الجمهورية، فيما تجد وحدات أمنية أخرى في تعقب آثار أحد العناصر الإرهابية المصنف خطير جداً بعد تأكد وصوله الى إحدى المحافظات الجنوبية. وزارة الداخلية نشرت صورة هذا الإرهابي ودعت التونسيين الى التبليغ عنه في حال رؤيته سعياً الى إفشال المخطط الإرهابي الذي يعمل على تنفيذه.
وكانت إحدى الفرق الأمنية اكتشفت مساء السبت مخزناً كاملاً لأعيرة نارية لسلاح «الكلاشنكوف» بأحد المنازل بمحافظة سيدي بوزيد (350 كلم جنوب غرب العاصمة تونس) وذلك خلال عملية رفع البصمات من هذا المنزل الذي تعرض الى السرقة من طرف مجهولين.
ويبدو أن متاعب الحبيب الصيد رئيس الحكومة الجديدة قد بدأت تظهر جلياً، حيث يطالب اتحاد الشغل (أكبر منظمة شغيلة بالبلاد) بانطلاق مفاوضات اجتماعية مع الفريق الحكومي بهدف الزيادة في الأجور التي ظل المهدي جمعة رئيس الحكومة المتخلية يرفضها الى آخر لحظة فيما يصر الاتحاد عليها بالرغم من تواصل تدهور المؤشرات الاقتصادية وثقل المديونية التي تعاني منها تونس خاصة بعد القرض الأخير الذي حصلت عليه لمجابهة النقص الحاصل في موارد الدولة.