تونس - فرح التومي:
لم تهنأ حكومة الحبيب الصيد بتسلم وزرائها مقاليد السلطة سوى بضع ساعات امضاها الفريق الحكومي في استلام الملفات وتقبل التهاني، حيث هاجمت مجموعة مسلحة للمرة الخامسة في ظرف شهر واحد، منازل بحي سكني باحد ارياف محافظة الكاف ( 170 كلم شمال غرب العاصمة تونس) الواقعة على الحدود الجزائرية وتولت تعنيف بعض السكان والاستيلاء على مواد غذائية منهم بالقوة.
كما كشفت قوات الأمن عبارات تهديد خطتها العناصر المسلحة على احدى العربات المجرورة بالحي كتب عليها « جئناكم للذبح».
وتأتي هذه الحادثة التي ادخلت الرعب في صفوف العائلات القاطنة بالجهة بعد انفجار لغم ارضي زرع في احدى الطرقات الريفية القريبة من نفس الحي. ومن الطاف الله ان المدرعة العسكرية المضادة للألغام التي مرت فوق اللغم المصنوع تقليديا لم تصب باي ضرر. وفي الحال شنت قوات الأمن والجيش عمليات تمشيط واسعة في مسعى لإلقاء القبض على المجموعة المسلحة.
وكانت وزارة الداخلية اصدرت عقب استلام الوزير الجديد لمهامه على رأسها بساعات قليلة بلاغا دعت من خلاله عموم التونسيين الى توخي الحذر والإبلاغ عن عنصر ارهابي خطير تجري الأبحاث الأمنية للقبض عليه، ونشرت الداخلية صورة الإرهابي وشددت على وجوب اتصال كل مواطن يعترض سبيله بأقرب مركز للأمن وأشارت الى انه وفق معلومات استخباراتية توجد بمحافظة قفصة ( 250 كلم جنوب وسط العاصمة تونس) عصابة ارهابية مسلحة بقيادة هذا العنصر المصنف خطيرا يخشى تكون في طور الإستعداد لتنفيذ مخطط ارهابي.
سياسيا، استأثر اللقاء الذي جمع الشيخ راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة وعدد من قيادات الحركة بوفد من الكونغرس الأمريكي يتقدمه السيناتور «جون ماكين» باهتمام الطبقة السياسية ووسائل الإعلام المحلية، حيث عبر» ماكين» عن اعجابه بالتجربة التونسية وتقديره للمجهودات التي قام بها السياسيون التونسيون وبتحول تونس الى نموذج للإنتقال الديمقراطي في المنطقة بأسرها.
من جانبه عبر الغنوشي عن تقديره للجهود التي بذلتها الدول الصديقة لتونس ومن بينها الولايات المتحدة الأمريكية في إنجاح التجربة الديمقراطية فيها آملا أن يستمر هذا الدعم لمساعدتها في جهودها الرامية إلى النهوض بالاقتصاد والتشغيل والتنمية الشاملة.
أما فيما يتعلق بآخر أخبار حركة نداء تونس، فتشير بعض المصادر الى ان الهيئة التاسيسية للحركة الفائزة بالإنتخابات التشريعية الأخيرة، عبرت اثر اجتماع طارئ لها،عن تفاجئها من تصرّف بعض قيادييها واصفة ما اقدموا عليه ب» السلوكات الشاذة وغير المنضبطة»
و قالت الهيئة التأسيسيّة في بيان لها أنّ سلوكهم عمل ضد توجهات الحزب ومواقفه في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها بلادنا، و أنّه بلغ حدّ التمرّد على قرارها الداعي لمنح الثقة للحكومة مؤكّدة انّ حزب نداء تونس ينّدد بهذا التصرّف ويدينه و أنّه سيتخذ الإجراءات التنظيمية المناسبة بحق هؤلاء رغم محدودية عددهم.