سليلَ المجدِ يا ابنَ الأكرمينا
وسيِّدَ آلِ تغلبَ أجمعينا
ورثتَ المجدَ من جيلٍ لجيلٍ
وأَورثتَ المحامدَ للبنينا
ولم تبذلْ لذلك فضلَ جُهدٍ
سوى أن شاء رب العالمينا
فكلثومٌ أبوكَ غدا عميدا
لتغلبَ قائدا فَذًّا مكينا
توخّاهُ الحِمامُ وأنتَ غِرٌّ
فنصَّبكَ الأكابرُ طائعينا
فكانوا خيرَ عونٍ في سلامٍ
وعندَ الحربِ خيرَ مقاتلينا
همُ ظنوكَ صِنْوَ أبيكَ لكنْ
خَذَلتَهمُ فخيَّبْتَ الظنونا
فقد أسرفتَ في قتلٍ وسلبٍ
وغاراتٍ شمالا أو يمينا
ولم تحفظْ عهودا أو وعودا
ولم تكُ قَطُّ موثوقا أمينا
تقولُ بإننا نَحمي ذِمامًا
وننصُر كلَّ من يأوي إلينا
وخُنْتَ العيشَ إذ أَهلكتَ عمرًا
وأنتَ بدارِهِ خِلا خَدِينا
فخافكَ كلُّ صِنديدٍ بعيدٍ
وروَّعْت الصحابَ الأقربينا
وأكثرتَ افتخارًا وانتشاءً
بأَجدادٍ عِظامٍ سابقينا
كليبٍ والمُهلهَلِ وابنِ سيفٍ
وعَتّابٍ وغيرِهِمُ مِئينا
لقد كانوا حُماةَ الدارِ حَقًّا
وكانوا قُدوةً للاحقينا
بهمْ باهيتَ كل الناسِ حتى
جهلتَ بأنّ أصلكَ كان طينا
وفاخرتَ الأنامَ بلا حياءٍ
كأنَّك لمْ تكنْ ماءً مَهينا
وحينَ أُسِرْت لم يُنْقِذْك فخرٌ
وزهوٌ بالجُدودِ الأولينا
فأنهيتَ الحياةَ بِشَرِّ حَبْسٍ
وعدتَ إلى خُمورِ الأنْدَرينا
تعاقِرُها لتنسى عهدَ عِزٍّ
وتذكرَ بعلبكَّ وقاصِرينا
وتذكرَ أمَّ عَمْرٍ حينَ صَدَّتْ
كؤوسًا كان مجراها اليمينا
فكانتْ بئسَ خاتمةٍ وعقبى
محتْ تاريخَ مجدِكَ أجمعينا
كأنَّك لم تقُلْ: إنَّا وإنَّا
ونحن ونحن.. نحن الفاعلونا
لقد أسمعتَنا قولا بليغا
وطنطنةً تهزُّ السامعينا
قصيدتُكَ التي في الأفقِ دوَّتْ
أتدري ما الذي صَنَعَتْهُ فينا؟!
كما ألهتْ قبيلتَكم سنينا
لهوْنا بعدَكم فيها قرونا
نُغَنِّيها إذا ما اشتدَّ خَطْبٌ
ونُنشِدُها لصرف الشجْوِ حِينا
أتدري يا أبا عَبّاد أنَّا
بِها حقًّا شقينا وابتلينا؟!
لقد صارتْ رحًى دارتْ فآذتْ
مسامعنا ولم نشهد طحيناّ
- سعد عبدالله الغريبي