صدفة كان لقاؤنا ...
ما أجمل اللقيا بلا ميعاد
قالت ...
حين رأيتك لأول وهلة أيقنت أنك الاستثناء
وحين قرأتك وجدتني اسوح في مساكب للعطر والجمال
وحين كتبت لك ...
كنت أدرك أن زلزالا سيميد بالارض تحت قدميَ
وأن حرائقاً ستشعل الكون من حولي
منذ اللحظة الأولى ...
طفق الحديث يتدفق بيننا كفيضان نهر
كنسائم عبير وردية
كليالي الشتاء
وكحلم ليلة صيف
كان الكلام معك كا لاشتياق للقاء وساعة اللقاء
لحظتها ...
قلت كل شيء ...
قالت كل شيء ...
كل شيء
وبكت ...
بكت بغير انقطاع
بكت حتى اخضل مسمعي بدموعها ...
كدت ألمس انهمار دموعها تنساب مسارباً من وجع الفقد
كنت أسمع نهنهاتها ...
كنت أسمع نبض قلبها ...
كانت أصدق ما تكون امرأة عاشقة
كانت أصدق ما يكون الإحساس
كانت أنقى ما تكون البراءة والنقاء
كانت الأطهر ...
حتى بكيت أنا لأنني عجزت أن أفعل أي شيء سوى صمت مريب كان يجتاحني
وددت لو أنني معها ...
بجوارها ...
لكنت مسحت دمعها بكفي
لكنني ...
كنت أرتعش هيبةً ورهبةً للموقف الأليم
أيقنت ساعتها أنني إلى قلبها الأقرب
إلى روحها الأقرب
إلى آلامها وأحزانها الأقرب
كيف لا أكون ...
ونحن شريكان في الحزن
والحزن لا يكذب
- محمد الخضري