أقام جناح المملكة ضيف شرف معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته السادسة والأربعين ندوة بعنوان «حركة النشر في المملكة العربية السعودية»، التي ألقاها أحمد بن فهد الحمدان نائب رئيس اتحاد الناشرين العرب، وأدارها الدكتور عثمان بن محمود الصيني أستاذ الإعلام وفي بداية الندوة قال الحمدان إن صناعة النشر للكتاب ذات أهمية بالغة بالنسبة لأية دولة تسعى للتطور، وذلك على مستوى الهدف أو الدلالة، كما يعتبر النشر الوسيلة الأساسية والمؤشر الحقيقي لقياس النهضة الثقافية التي تعيشها الأمة الآن، وأشار إلى أن الكتاب ما زال يحظى بالنصيب الأكبر في هذه الصناعة موضحاً إن المطبعة الأميرية كانت المطبعة الأولى التي أنشئت في المملكة العربية السعودية وذلك عام 1883م؛ واختصت بطباعة المؤلفات الدينية ومؤلفات علماء الحرمين الشريفين وسميت بمطبعة شمس الحقيقة بينما كانت مطبعة الترقي الماجدية هي المطبعة السعودية الأهلية الأولى، وبدأت بطباعة ونشر الكتب في المملكة منذ عام 1909م، ولفت إلى أنه كان هناك عدة مطابع أخرى مثل: مطبعة الإصلاح الأهلية بجدة، والتي اختصت بإنشاء جريدة الإصلاح وأكد الحمدان أن المدينة المنورة لم تكن أقل حظاً من مدينة جدة في مجال إنشاء المطابع ونشر الكتب مشيراً إلى أن المطبعة العلمية التي أسسها كامل الخفجي وكان مقرها في المدينة المنورة، وكذلك كان بالمدينة مطبعة الفيحاء وهي مطبعة يدوية، وكانت تهتم بطباعة الكتب الدينية ومؤلفات علماء المسجد النبوي الشريف ولفت أحمد الحمدان إلى أن المملكة العربية السعودية بعد توحيدها على يد الملك عبدالعزيز -رحمه الله- بدأت تعيش حالة من التطور المتسارع، ومع بداية عام 1343هـ تم طبع مجلة أم القرى الرسمية في بداية عهد الملك عبدالعزيز لرغبته الملحة في نشر الثقافة؛ لافتا إلى أنه أعفى معدات المطابع من الرسوم الجمركية لتنشيط حركة الطباعة والنشر وقال: لقد أسس عثمان وعلي حافظ مطبعة باسمهما تختص بطباعة جميع الكتب والمؤلفات وأنشآ جريدة المنهل وكان مجلس الملك عبدالعزيز -يرحمه الله- يضم علماء أجلاء بعد انتشار التعليم النظامي في جميع أرجاء المملكة وأنشأ عبدالعزيز الرفاعي صالوناً أدبياً ودار نشر «الرفاعي»، لافتاً إلى أن عدد دور النشر السعودية بلغ 700 دار، مؤكداً أنها نافست دوراً عربية كبرى وأصدرت 40 ألف عنوان، وكان لها إسهامها في تطوير الثقافة السعودية وأكد نائب رئيس اتحاد الناشريالعرب الجهات الحكومية كان لها دور كبير في تطوير دور النشر، مشيراً إلى أنه هناك 30 جامعة علمية اهتمت بالنشر العلمي في المملكة، وكذلك مراكز البحوث والدراسات التي ساهمت مساهمة فاعلة في نشر 500 بحث علمي موثق، إضافة إلى «دارة الملك عبدالعزيز» التي أخذت على عاتقها نشر الكتب التي تعنى بتاريخ المملكة العربية السعودية وأشار الحمدان إلى أن «المكتبة الرقمية» بالمملكة العربية السعودية تُعدُّ أكبر مكتبة رقمية في العالم، وذلك لتوفير تلك الخدمة للدارسين وأعضاء هيئة التدريس وتيسير الحصول على المعلومات في ثوان معدودة، لافتاً إلى أن هذه المكتبة تحتوي على 3 ملايين رسالة جامعية باللغة الإنجليزية، و262 ألف كتاب، و147 ألف مجلة علمية، و43 ألف كتاب عربي، و12 ألف رسالة عربية؛ مؤكداً أن ذلك يأتي حرصاً من المملكة على اقتناء المعلومة مهما كلف ذلك من جهد ومال، وأن يتم إتاحة المعرفة للجميع بأقل تكلفة ممكنة وقال إن الرواية السعودية بدأت تشق طريقها بسهولة إلى مطابع الناشرين السعوديين، وكذلك المقررات الجامعية، لافتا إلى أن هناك ما يقرب من ثلاثة الآف مقرر جامعي تطبع الآن في المملكة، وأن حكومة خادم الحرمين الشريفين تدعم الكاتب والناشر السعودي بشكل كبير جداً حيث تمتلك الحكومة دور نشر عملاقة بالإضافة إلى المكتبات الكبرى في أرجاء البلاد، مشيراً إلى أن هذه الدور لها فروع في الكثير من الدول العربية والعالمية لتحقيق الانتشار والتواجد، وأكد الحمدان في نهاية ندوته أنه لا يمكن الاستغناء عن الكتاب الورقي ولا الكتاب الرقمي في الوقت الحالي فهما يكملان بعضهما البعض.