الجزيرة - حبيب الشمري:
عندما انتهى الدكتور عزام بن محمد الدخيل وزير التعليم الجديد أمس، من زيارته الميدانية لمدرسة في جنوب الرياض، وجه رسالة إلى القيادات التربوية (مديري التعليم) يشدد فيها على المعاملة الحسنة للطلاب والطالبات، على أن تعزز خطابات التوجيه للطالب والمعلم/ الطالبة والمعلمة علاقة الود المتبادلة وتحقق الأهداف التربوية. انتشار الرسالة الفوري عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يبدو طبيعياً ويتسق مع اهتمام الدخيل الذي يعد من الناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي، وربما هو من القلة (المسؤولين) الذين بات السعوديين يعرفون عنهم كل شيء تقريباً، بل إنه يكاد يكون الوزير الوحيد الذي نشر صوره على مواقع التواصل في أول يوم عمل، حيث استقبل عشرات من المراجعين والمهنئين، الذين التقطوا معه صوراً ما يعرف بـ(السيلفي).
وبالتالي فإن الرسالة الوزارية الأولى للدخيل قد وصلت للبيوت السعودية، التي يقطنها أكثر 6 ملايين طالب وطالبة ونحو 650 ألف معلم ومعلمة، ومفادها أنه رجل بسيط وبعيد عن التكلف، وأنه العلاقة بكل أطراف العملية التعليمية ستكون تفاعلية أكثر. لكن على الطرف الآخر فإن الجميع أيضاً يعرفون أن هناك من الكثير من العمل الذي ينتظر القيام به على صعيد المخرجات التعليمية، المناهج، الخدمات المدرسية، تحسين أوضاع المعلمين والمعلمات النقل المدرسي، التدريس في المناطق النائية، التغذية المدرسية، المباني، والشيء الكثير.
الدكتور عزام الدخيل المولود في 31 ديسمبر عام 1959 م في مكة المكرمة، يؤمن تماماً بضرورة تطوير التعليم، ومن الملفت أن كتابه الأول (تعلومهم) قد تناول هذه الإشكالية من خلال استقراء أوضاع التعليم في عشر دول في العالم هي: فنلندا،كوريا الجنوبية، هونغ كونغ، اليابان، سنغافورة، المملكة المتحدة، هولندا، نيوزيلندا، سويسرا، وكندا. لكنه أيضاً يرى أنه لا يمكن استساخ التجارب بحذافيرها، مفضلاً المزج بين التجارب واختيار ما يناسب الأوضاع الثقافية والاجتماعية لكل بلد، حيث يرى أن التجارب التعليمية الناجحة هي تلك المرتكزة على التراكم الحضاري والثقافي والفكري للبلد. المعلمون والمعلمات تفاعلوا مع تعيين الدخيل في وزارتهم العتيدة، بتفائل كبير، حيث أبدى الوزير حتى قبل تعيينه احتراماً كبيراً لرسالتهم، وذهب إلى أبعد من ذلك وخصص كتابه الجديد لهم بعنوان (مع المعلم).
هذا التفاعل جاء على شكل رسائل فردية وجماعية و(هاشتاقات) على مواقع التواصل الاجتماعي، بل أن بعضهم بحث رسائل مطولة خاصة على موقع الانستجرام الذي يضم عشرات الصور التي التقطها الوزير بعدسته. ومن المثير أن الوزير قد طرح لمتابعيه في تويتر تصوره لغلاف الكتاب الذي قال إن بينه وبين المطبعة التصميم الخارجي فقط، طالباً من المتابعين التصويت على ألوان الخطوط، حيث تتصدره صورة لدفتره في سنته الأولى غلاف الكتاب، بينما تتصدر صورة معلمه محمد بن عبدالرحمن اليوسف الموقع الرسمي للوزير الدخيل عرافاً بدوره في حياته العلمية والعملية. ونظراً لتعدد اهتمامات الوزير الجديد وخاصة الرياضية منها، فإنه لم يترك الرياضية المدرسية دون أن يعطي رأيه فيها، حيث غرد عن أوضاع المنتخب الوطني خلال الفترة الماضية، مشيراً إلى إهمال الرياضية المدرسية، ولافتاً إلى ضرورة الاهتمام بنحو 6 ملايين طالب يمكن أن يكونوا دعامة للفرق الوطنية في مختلف الألعاب. ولا يغيب عن الأذهان عند الحديث عن بساطة الدكتور عزام الدخيل إصراره على حضور والدته أثناء توقيع كتابه الأول في معرض الكتاب السابق قبولاً كبيراً، وتناقلت صوره معها على نطاق واسع.