القدس - رندة أحمد - بلال أبو دقة - الجزيرة:
سمحت المحكمة المركزية للاحتلال الإسرائيلي للطالب الفلسطيني الخاضع للحبس المنزلي «محمد سيوري -16 عاماً» بالذهاب إلى المدرسة مقابل دفع 11 ألف شيكل «2800 دولار أمريكي».. وجاء في قرار الاحتلال أن تدفع عائلة الفتى المقدسي» سيوري» مبلغ 1000 شيكل نقداً، و10000 شيكل كفالة مالية، للسماح لابنها بالذهاب إلى المدرسة.
وتُشير الجزيرة إلى أن الفتى «محمد» طالب في مدرسة الطور بمدينة القدس، كان قد اعتقل قبل ثلاثة أشهر من قرية رأس العامود بالقدس، ووجهت له تهمة إلقاء الحجارة والاعتداء على أحد جنود الاحتلال.
وسبق وأن أفادت هيئة شؤون الأسرى الفلسطينية في بيان صحفي أصدرته (تلقت الجزيرة نسخةً عنه)، بأن مجموع من تم إبعادهم من القاصرين الفلسطينيين عن مناطق سكناهم في مدينة القدس المحتلة وصل إلى 37 حالة، و253 حالة فرض عليها الاحتلال الحبس المنزلي «الإقامة الجبرية».. وأشار بيان هيئة شؤون الأسرى إلى أن الطفل الفلسطيني المحكوم بالإبعاد، أو الحبس المنزلي، يتم تركيب جهاز إنذار في أحد قدميه، يحدد مكانه، ومدى التزامه بالعقوبة المفروضة عليه، ويكون تحت رقابة الشرطة والأجهزة الأمنية الإسرائيلية. ونبقى في مدينة القدس المحتلة، حيث يرقد الأسير الفلسطيني المحرر «جعفر إبراهيم عوض- 23 عاماً»، في مستشفى المطلع بمدينة القدس، في وضع صحي خطير ومتدهور.. وأفرجت سلطات الاحتلال عن الأسير «عوض» في هاية الأسبوع الماضي لخطورة وتدهور وضعه الصحي أثناء توجوده في مستشفى «سجن الرملة الإسرائيلي»، ولم يعد الشاب إلى منزله في قرية «بيت أمر» للقاء عائلته وأصدقائه، بل نُقل مباشرة من السجن بسيارة إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني إلى المستشفى.. ويرافق والدا الأسير المحرر «عوض» ابنهما في رحلة علاجه، بعد أن غيبه الاحتلال عن منزله لحوالي عام ونصف العام، حيث أعربا عن قلقهما الشديد على صحة نجلهما الآخذة بالتدهور يوماً بعد يوم، وهو موصول اليوم بأجهزة التنفس الاصطناعي، ولا يقوى على الحركة والكلام.
وأوضح إبراهيم عوض والد الأسير المحرر «أن نجله يعاني من أمراض عدة، أصابته بشكل تدريجي مع إعطائه «إبرة» في عيادة سجن أيشل الإسرائيلي قبل 6 أشهر، حيث أدت إلى إضعاف النظر في عينه اليسرى، ثم أصيب بمرض السكري، إضافة إلى تضخم بالغدة الدرقية والتهاب رئوي حاد».. وأضاف والد الأسير المحرر: «بعد تدهور حالته بصورة خطيرة عُقدت له جلسة مستعجلة في محكمة «عوفر الإسرائيلية»، وتقرر الاكتفاء بمدة توقيفه البالغة 15 شهراً، والإفراج عنه بغرامة مالية قيمتها 40 ألف شيكل» ..وقال الوالد عوض: «أخبرتني القاضية خلال الجلسة أن قرار الإفراج صدر بسبب خطورة وضع ابني جعفر»، لافتاً أن نجله فقد 31 كيلو غراماً من وزنه. وفي سياق متصل، أفاد تقرير صادر عن هيئة شؤون الأسرى الفلسطينية أن حياة عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين المرضى في سجون الاحتلال أصبحت في دائرة الخطر الشديد، حيث تتصاعد الأمراض في أجسادهم ويعيشون معلقين بين الموت والحياة.. وبحسب التقرير «الذي حصلت الجزيرة على نسخةً منه «فإن الإهمال الطبي المتعمد في سجون الاحتلال حصد أكثر من 70 أسيراً فلسطينياً، وأصبح بقاء عدد من المرضى بأوضاعهم الصحية الحالية داخل السجون هو بمثابة إعدام بطيء مع سبق الإصرار، حيث لا تزال محاكم الاحتلال ولجانها ترفض الإفراج المبكر عن الحالات الصحية الصعبة.. وتشير إحصاءات هيئة شؤون الأسرى الفلسطينية إلى أن عدد الأسرى الفلسطينيين المرضى ارتفع خلال الثلاث السنوات الأخيرة ليصل إلى 1500 حالة، منها 25 حالة مصابة بأمراض سرطانية وأورام خبيثة، وإلى وجود 45 حالة مصابة بالشلل والإعاقة سواء الشلل النصفي أو الكامل، إضافة إلى انتشار أمراض القلب والسكري والفشل الكلوي وأوجاع الظهر وغيرها.. ويُفيد تقرير الهيئة أن الأسرى المرضى لا يُقدم لهم العلاج اللازم، ومعظم الأطباء هم من المتدربين الذين يجدون في أجسام الأسرى حقول تجارب وتدريب لهم، حيث تفتقد عيادات سجون الاحتلال إلى أطباء مختصين، ووقعت الكثير من الأخطاء الطبية التي أدت إلى إصابة الأسرى الفلسطينيين بأعراض وأمراض خطيرة.