الجزيرة - محمد السنيد:
أعرب سمو الشيخ ناصر المحمد الأحمد الجابر الصباح عن صادق عزائه وخالص مواساته في وفاة والد الجميع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وقال سموه: نعزي أنفسنا أولاً كما نعزي الشعب السعودي والشعوب العربية والإسلامية جميعاً لفقدان الملك الإنسان الملك عبدالله بن عبدالعزيز، رحمه الله. مضيفاً: إن وفاته خسارة كبيرة ليست فقط للشعب السعودي ولا لدول الجوار الشقيقة بل لدول العالم العربي والإسلامي ودول العالم أجمع، لما كان يتمتع به من محبة صادقة ومكانة في قلوب الجميع. فقد عاشت المملكة في عهده وولي عهده الأمين وعضده الأيمن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله، عهداً حافلاً بالتقدم والازدهار.
كما رفع الشيخ ناصر الصباح أسمى آيات التهاني والتبريكات لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله، سدة الحكم في المملكة، ولصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، حفظهم الله، سائلاً الله لهم التوفيق لما فيه صلاح البلاد والعباد.
وقال الشيخ ناصر: جميعنا نكن للملك سلمان كل الحب والاحترام والتقدير ونرى فيه قائداً لأمتنا مدافعاً عن قضاياها في المحافل الدولية وراعياً لشؤونهم من خلال دعم الشعوب المسلمة في كل مكان.
وأكد الشيخ ناصر الصباح أن الملك سلمان بن عبدالعزيز رجل دولة محنك عاصر الملك عبدالعزيز آل سعود، طيب الله ثراه، وتشرب منه الكثير من الفضائل والخبرات في كيفية العمل الإداري المنظم، ورافق أخوته الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله، رحمهم الله جميعاً، واستفاد منهم الكثير من خلال ما تقلده من مناصب واطلاعه، حفظه الله، على التفاصيل الدقيقة لإدارة الدولة، علاوة على لقائه اليومي بالمواطنين الذين كانوا يفدون إليه في مكتبه بإمارة منطقة الرياض أثناء توليه إمارتها على مدى 50 عامًا، مما تشكل لديه رصيد زاخر بالحكمة خلال مسيرته العطرة الحافلة بالعمل والإنجاز والكفاح، مكنه بفضل الله من قراءة الأحداث والتطورات المحيطة ببلادنا في المجالات كافة خاصة الجوانب الاقتصادية، والسياسية، والأمنية.
وبيَّن الشيخ ناصر المحمد الصباح أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود يتحلى ببعد النظر في التعامل مع الأمور والتحديات التي تتربص بالأمة الإسلامية، إضافة إلى ما يتمتع به من المناقب الخيّرة، والأعمال الجليلة التي قربته من أبناء وبنات وطنه، وبادلهم إحساس الأبوة والمحبة والحرص.
وهو ما تجسد في وفود الشعب على مختلف شرائحه لتقديم البيعة الشرعية له ملكاً للبلاد ولصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولياً للعهد ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف ولياً لولي العهد ونائباً ثانياً لمجلس الوزراء ووزيراً للداخلية على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم والسمع والطاعة في السراء والضراء والمنشط والمكره وألا ينازعوا الحكم أهله.
ونوه الشيخ ناصر الصباح بما عُرف عن الملك سلمان حفظه الله من حب صادق للعلماء وطلبة العلم، جعله قدوة للمسلمين في الاهتمام بهذا الدين الحنيف، الذي هو عزنا ومجدنا وذخيرة بلادنا وصمام رعاية الله لها ولولاة أمرها وشعبها.
وأشاد بالبصمات الواضحة له في العناية بكتاب الله تعالى وحفظته داخل المملكة وخارجها، وعنايته الخاصة بالشأن الإسلامي والحرمين الشريفين، وأعمال الخير التي هي الأعمال الأكثر التصاقاً واهتماماً من قبل المليك، حفظه الله، وهو صاحب مبادرات تاريخية في إطلاق وتأسيس العديد من الجمعيات الخيرية، ليس في العاصمة الرياض فقط، بل في كل مناطق المملكة، وتعدى ذلك إلى رئاسة إدارة الجمعيات الخيرية العربية والإسلامية، ورئاسة حملات الإغاثة، والتبرع للشعوب العربية والإسلامية، كما أن جهوده وبصماته واضحة في تطوير الرياض عندما كان أميراً لها، حيث شهدت حاضرة المملكة في عهده قفزات تنمية كبيرة وشاملة جعلت منها مدينة كبرى وعصرية وحديثة.
ودعا الشيخ ناصر في ختام حديثه الله سبحانه وتعالى أن يعين خادم الحرمين الشريفين ويجعله ذخراً للأمتين العربية والإسلامية، وأن يحفظ بلادنا من كل سوء ومكروه، وأن يبسط عليها بفضله أجنحة الأمن والسلام والرخاء.