في صباح يوم الجمعة الثالث من ربيع الآخر 1436هـ وفي خضم الترقب المغمور بدعوات الشعب السعودي بشفاء الملك عبدالله بن عبدالعزيز.. انتقل إلى جوار ربه ورحل عن هذه الدنيا. فساد الحزن والأسى كافة مناطق المملكة والتفت بالشعب دوامة حزن عميق الجذور. وليس بغريب استعظام الناس موت العظماء عند أول سماعهم لذلك، لأنهم يعرفون حق المعرفة عظم المصيبة عند فقدهم. لم لا وقد تسرب حب الملك إلى قلوب شعبه من خلال أسلوبه العفوي. وإطلالته التي كانت تضخ الروح في ملامح الدولة. ولمساته على الحياة السياسية السعودية خلال سنوات حكمه العشر لتكرسه رمزاً للإصلاح.
وقد أعاد للدولة هيبتها وجدد نشاطها وحيويتها وحضورها الإقليمي والدولي وفاضت الخيرات في عهده، وشملت كافة قطاعات الدولة، كما أنه اتصف بقراراته الشجاعة الداخلية منها والخارجية.
وعزز مبدأ المواطنة بكل معانيها من خلال علاقته الصادقة والمخلصة بأبناء شعبه. فهو سلفي العقيدة على مذهب السلف الصالح رقيق القلب يخشع عند سماع المواعظ وكان شديد الحرص على أبناء وطنه يحزن لحزنهم ويواسيهم بما يخفف عنهم أحزانهم ويدفع عنهم الشر بكل وسيلة. وسوف تتعاقب الأجيال والعصور وعميق ذكراه باقية ولن تنتهي، ما توارث الأبناء والأحفاد عن الآباء.
هذا الحب المتغلغل في كل قلب لهذا الملك الفذ. ولكن النوائب تهون والآلام تخف والهموم تزول من القلوب بما يعلمونه عن ولي عهده الذي تولى الملك بعده خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أمد الله في عمره فإنه ولله الحمد قد جمع من شمائل أخيه الراحل ولهذا اطمأنت النفوس وارتاحت القلوب وترحموا على الفقيد ودعوا بطول العمر للملك الجديد المحبوب سلمان وولي عهده الأمير مقرن وهم يتوافدون عن بكرة أبيهم من المناطق والمحافظات والمراكز يبايعون الملك سلمان وولي عهده وولي ولي العهد في إقبال منقطع النظير يبرهن على أنهم يبايعون مليكهم وولي عهده وولي ولي العهد بأرواحهم قبل أيديهم وألسنتهم.
لأنهم يعلمون أن دولتهم قائمة على الإسلام، وتطبق شريعته، وتنهض بمسؤوليتها في خدمة دعوته. وقد طمأنهم مليكهم سلمان في خطاب البيعة بأنه سائر على نفس المنهج الذي اختطه الملك المؤسس عبدالعزيز، ورسخه أبناؤه من بعده الملوك، سعود، فيصل، خالد، فهد، عبدالله.
وقد تيقن الجميع بقدرة الملك سلمان وهو المشارك في مسيرة هذه الدولة المباركة منذ خمسة عقود خلت، وما من بيت في مملكتنا إلا ويعرف الملك سلمان. المثقف المطلع على مختلف جوانب المعرفة، الشرعية، والتاريخية والسياسية، والأدب.
أمير الرياض منذ 1963 رئيس العديد من اللجان والهيئات لجمع التبرعات، والمساعدات للمحتاجين، والمتضررين في العالمين العربي والإسلامي والداعم القوي لقضايا العالم الإسلامي ونصرة المسلمين في كل مكان.
وقد كان خير عضيد لأخيه الملك الراحل من خلال كونه ولياً للعهد ووزيراً للدفاع منذ عام 2012م وأثبت أنه رجل دولة محنك دائم الحضور في صياغة قرارات الدولة وصناعة مواقفها وتكييف علاقاتها الخارجية وفق ما تقتضيه مصلحة الوطن ولا يجب إغفال المواهب التي يتميز بها الملك سلمان من حيث شخصيته، ومظهره، ومخبره، ومحبة الآخرين له، وهو قامة كبيرة جذابة جمعت بين قوة الشخصية والتواضع المحمود، وإنني في هذه العجالة أقدم التهنئة للشعب السعودي بهذا العهد الزاهر بقيادة الملك سلمان وولي عهده الأمير مقرن بن عبدالعزيز وولي ولي العهد الامير محمد بن نايف أمدهم الله بنصره، فهم الذين انعقد على حبهم والإخلاص لهم والتفاني في قلوب جميع فئات الشعب السعودي في عرض البلاد وطولها. وإن علينا كمواطنين أن نقوم بواجباتنا بحسن تصرف وإدراك وألا ندخر وسعاً في التناصر على الخير والإخلاص لله والملك والوطن في القول والعمل.
وإن نعي الظروف من حولنا وما يعانيه الآخرون من توجس، وقلق، وخيفة، وحرمان، وأن نسير خلف مليكنا المظفر في صفوف موحدة وقلوب مؤمنة بالله متمسكين بحبله معتصمين بطاعته متضافرين على نصرته وأسأل الله العلي القدير أن يؤيد بنصره خادم الحرمين الشريفين وولي عهده وولي ولي العهد. وأن يجعل عهدهم عهد يمن وبركة وعز، إنه سميع مجيب.
لواء متقاعد/ عبدالله بن كريم بن عطية العطوي - عضو مجلس المنطقة