قدم الملوك والزعماء، وأتى الأمراء والرؤساء، عزى المسؤولون وأهل المهمات، وواسى أصحاب المناصب والمقامات، حزن العرب والمسلمون، وبكى الصغار والمسنون، الفاجعة كبيرة والخطب جسيم، لا نكاد نصدق فالمصاب عظيم، أصدق توفي ملك القلوب ؟، أصحيح فارقنا حبيب الشعوب؟، لا نصدق والله ما كان، وما خفف علينا أن عزاءنا سلمان، رحمك الله يا خادم الحرمين الشريفين، رحمك الله ياملك الإنسانية والسلام، رحمك الله يا حبيب الشعب، ويا صاحب القلب الأبيض، رحمك الله يا من جعلت بلادنا تخطو خطوات جبارة نحو التقدم والرقي، وأسست بُنية تحتية قد لا تتكرر، رحمك الله يا من طبقت لقبك على أرض الواقع فخدمت الحرمين الشريفين خدمة كبيرة فوسعت وبنيت وأسست، رحمك الله يا صاحب المقولة الخالدة: (دامكم بخير أنا بخير)، تحاملت على المرض وجعلت هم وألم المواطن أقسى عليك من همك وألمك، كم أنت كبير والكبير هو الله، وكم أنت عظيم والعظيم هو الله، كم أنت شهم كريم والكريم هو الله سبحانه وتقدست أسماؤه، (أبا متعب) أتعبت الزعماء من بعدك فجهودك وأفعالك ومبادراتك ستتحدث عنك لقرونٍ طويلة.
رفض (حكيم العرب) رحمه الله أن تُقبل يده وقال: (التقبيل يؤدي للانحناء، والانحناء لله وحده).
لم يسمح (رجل السلام) غفر الله له أن يقال له (ملك القلوب أو ملك الشعوب) فقال (الملك لله وحده ونحن عبيده).
ردد صاحب المبادرات الإنسانية تغمده الله بواسع رحمته مقوله (ما أنام إلا وأنا سائلاً عنكم) فأي قلب كبير تملكه يا والد الجميع.
قال حبيب الشعب طيب الله ثراه مقولته الخالده (دامكم بخير أنا بخير) فرد الشعب عليه (نحن بخير ما دمت بخير).
اللهم أجعل قبر والدنا وقائدنا وحبيبنا وملكنا روضة من رياض الجنة، اللهم وسع مدخله، ويسر حسابه، وأجعل ما قدم للإسلام والمسلمين في موازين أعماله يا أرحم الراحمين.
وإننا بعد وفاة مليكنا نحمد الله على انتقال السلطة بكل سلاسة ويسر رغم توتر الأحداث حولنا، وظهور الصراعات جانبنا، وتفشي الفتن جِوارنا، فرغم ذلك غاب ملك وحضر ملك، غابت شمس زعيم وأشرقت شمس زعيم آخر، نمنا بملك وأصبحنا بآخر ونحن آمنون مطمئنون في بيوتنا فلك الحمد وحدك يالله، والشكر لك وحدك يا كريم، فنحن قوم إذا غاب فينا سيد قام سيد.
فكما أمُرنا وكما هي تعاليم ديننا السمح نبايع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه، نبايعه على السمع والطاعة في العسر واليسر والمكره والمنشط، نبايعه ونبايع ولي عهده سمو الأمير مقرن بن عبدالعزيز حفظه الله ونبايع ولي ولي العهد الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز رعاه الله على السمع والطاعة، نبايعهم وندعو الله لهم بالتوفيق والسداد والعون من رب السماوات، فاللهم كُن لهم معيناً ونصيراً، ووفقهم لما تحب وترضى، وخذ بأيديهم للبر والتقوى، وأرزقهم البطانة الصالحة الناصحة، وأبعد عنهم أهل السوء والفساد، واحفظهم بحفظك، وأحفظ لبلادنا أمنها وأمانها ورغد عيشها، ورد كيد من أراد بها كيداً يا رب العالمين.