الجزيرة - وهيب الوهيبي:
تستعرض كوادر شابة تطلعاتهم المستقبلية ورؤيتهم الجديدة اليوم السبت في المؤتمر العالمي الثاني عشر للندوة العالمية للشباب الإسلامي المنعقد بمراكش بالمملكة المغربية من خلال جلسات نقاشية مفتوحة يرصدون تجاربهم الشخصية ودور المؤسسات الرسمية في تفعيل مسيرة الشباب المستقبلية، وكان المؤتمر قد افتتح بمحاضرة الدكتور محمد بن الحسن الددو تحت عنوان (مفهوم التغيير في الإسلام ضوابطه وآلياته) أشار فيها إلى أن الإنسان يتغير وينتفع بالمتغيرات من حوله، كما لابد لكل إنسان أن يترك بصمته في الحياة دون أن يوجد فيها ثم يذهب عنها بلا أي أثر، والتغيير سنة كونية ومنه الإيجابي ومنه السلبي، وعلى الإنسان أن يسعى لتغيير نفسه نحو الأفضل والتدرج لمدارج الكمال ولتكميل نفسه علما وعملا وخلقا وإيمانا وسلوكا ودعوة وإصلاحا، كما يكون التغيير في الأشخاص ويكون في المجتمع الذي يعيش فيه الإنسان فيسعى لتغييره نحو الأفضل في أمنه وسلمه وهدايته وإصلاحه.
وتطرق الددو إلى ضوابط التغيير الايجابي وذكر منها عدم مناقضة السنن الكونية فمن يريد البقاء والعمل ضد السنن الكونية لا يمكنه التغيير وأن يكون التغيير بالأيسر والأخف، فمن يميل للعنف في التغيير ولديه من الوسائل السلمية التي يغير بها فهو مخالف لهذا الضابط، أن يكون الحال الجديد أحسن من الماضي فإذا كان خلافا لذلك كان التغيير غير لائق أو مفيد والرسول-صلى الله عليه وسلم- في العهد المكي لم يقم بمبادرة حربية لهدم الأصنام أو قتل زعماء المشركين لأن هذه المرحلة لها طبيعتها التي قد تثير عليه ثائرة المشركين، لكن حينما جاء وقت الفتح والتمكين هدم هذه الأصنام بأيدي بناتها وأهلها الى جانب أن يكون التغيير أقل تكلفة فمن يريد سلوك الطريق الطويل المكلف فإنه يخالف السنن الكونية ولا يكون جيدا بالإضافة أن يميل التغيير إلى زيادة الإنتاج وإسعاد الآخرين، وأن يناسب العصر الذي يعيش فيه ولا يبتعد عن هذا العالم إلى عوالم أخرى وأزمان مغايرة أن يكون التغيير أجمع للكلمة، والعمل المؤثر والتغيير النافع لا يكون إلا بطريق الجماعة والأيدي المتعاونة أن يحرص المغير أن يكون تغييره أرضى لله تعالى وأن يتذكر دوما أنه بين يدي الله تعالى ومن يفعل ذلك سيكون قريبا دوما من منهج الله.
الى ذلك أكد الأمين العام للندوة العالمية للشباب الإسلامي الدكتور صالح الوهيبي في تصريح صحفي أن المؤتمر يعقد في ظروف دولية حافلة بالأحداث الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والفكرية وصاحب ذلك انفتاح اعلامي غير مسبوق عبر القنوات الفضائية وشبكات التواصل الاجتماعي مما أحدث تغيرا في الانماط الفكرية والنفسية والسلوكية لدى الشباب وهذا أمر يستدعي النظر في التغير الحاصل وتجلية مفهومه ومعرفة سننه.