الجزيرة - وهيب الوهيبي:
انطلقت أمس الخميس أعمال المؤتمر العالمي الثاني عشر الذي تنظمه الندوة العالمية للشباب الإسلامي في مراكش بالمملكة المغربية تحت عنوان (الشباب في عالم متغير) بمشاركة أعضاء من هيئة كبار العلماء وشخصيات علمية وفكرية وأكاديمية وبحضور سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المغرب عبدالرحمن الجديع ورئيس المجلس العلمي بوزارة الأوقاف المغربية بمراكش الشيخ محمد الإدريسي.
وأكد الدكتور صالح بن سليمان الوهيبي الأمين العام للندوة العالمية للشباب أن المؤتمر الذي يحمل شعار «الشباب في عالم متغير جاء امتداداً لمعالجة القضايا الشبابية، ويغطي أربعة محاور تدور حول الموضوع الرئيس للمؤتمر، وقد تسلمت الندوة حول هذا الموضوع عشرات البحوث والمقترحات حياله.
مبينا أن المؤتمر يعقد في ظروف دولية حافلة بالأحداث الاقتصادية والسياسية ولاجتماعية والفكرية، وقد صاحب ذلك انفتاح إعلامي غير مسبوق عبر القنوات الفضائية وشبكات التواصل الاجتماعي مما أحدث تغيراً كبيراً في الأنماط السلوكية والجوانب النفسية لدى الشباب.
مما استدعى النظر في التغيير الحاصل وتجلية مفهومه ومعرفة سننه، كما يقتضي الوقوف بجانب الشباب وترشيد مسيرتهم والاستجابة لتطلعاتهم المشروعة في أمة تزدان بأن نسبة الشباب فيها هي الغالبة، فأمة الإسلام اليوم يشكل الشباب أكثر من 50% من مجموعها.
وأردف الوهيبي أن ما يجري اليوم من أحوال فقر مقدع واضطراب سياسي واجتماعي متنام، وتطرف فكري أو جنوح إلحادي؛ لهو مما يقلق المعنيين بأمور الدين والفكر والشباب، فقد اشتدت وطأة الفقر على مجتمعات كثيرة، واضطرابات أحوال بعض البلدان، كما انتقل الغلو لدى فئات الشباب من طور فكري إلى طور العنف وخرج عن الوسطية التي تحترم حق الإنسان في الاختلاف والأمن والعيش الكريم، وولّد هذا الفكر موجات مضادة في بلاد غربية تدعو إلى نبذ الإسلام وتعرّض المسلمون فيها إلى مضايقات مستمرة.
وزاد الوهيبي أنهم لا يمتلكون علاجا لهذه القضايا ولكنهم يأملون من خلال بحوث وندوات ومحاضرات ومشاركات هذا المؤتمر الإسهام في تشخيص أحوال الشباب في هذا العالم المتغير، ويقدم مقترحات، ويسلط الضوء على تجارب شبابية ناجحة من أنحاء شتى في العالم؛ لعلها تكون نبراسا يقتدى به في العمل الشبابي.
وشارك في حفل الافتتاح الشيخ عبدالله بن منيع والشيخ صالح بن حميد اذ اكدا على أهمية عقد مثل هذه المؤتمرات في توجيه الشباب ووضع المعالجات المناسبة التي تبصر مسيرتهم وتوجهاتهم الفكرية فيما دعا المشير عبدالرحمن سوار الذهب إلى الاهتمام بوحدة الصف وجمع كلمة الأمة ونبذ الخلاف والفرقة.
وفي كلمته في الحفل نوه الشيخ عبدالرحمن الغنام وكيل وزارة الشؤون الإسلامية المساعد بجهود المملكة في دعم الأعمال الدعوية والخيرية ومواصلة عملها في خدمة الإسلام والمسلمين.
إلى ذلك يواصل المؤتمر اليوم الجمعة جلسات النقاش والندوات والتجارب الشبابية تتناول موضوعات دور العلماء في ترشيد الحراك الشبابي والانتماء الوطني للشباب والشباب والمتغيرات المعاصرة إلى جانب استعراض التجارب الشبابية في صياغة المستقبل.