بريدة - بندر الرشودي:
رفع معالي مدير جامعة القصيم الأستاذ الدكتور خالد بن عبدالرحمن الحمودي, أحر التعازي وصادق المواساة إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية - حفظهم الله - والأسرة المالكة والشعب السعودي في رحيل الوالد والقائد الملك عبدالله بن عبدالعزيز، سائلاً المولى سبحانه وتعالى أن يسكنه فسيح جناته وأن يجزيه خير الجزاء عن شعبه وأمته.
وقال معاليه: حالة الحزن التي خيّمت على الجميع إثر ورود نبأ وفاة قائد البلاد الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله وأحسن مثواه - كان وراءها رصيدٌ ضخم من المحبة والولاء اللّذَيْن زرعهما الملك عبدالله خلال سنوات حكمه التي امتدت إلى ما يقارب العشر سنوات.
تجلى ذلك في حالة الحزن التي صاحبها تبادل التعازي واللهج بالدعوات للملك عبدالله بالرحمة والمغفرة والتي كانت تعبيراً صادقًا عفويًّا عن حجم العلاقة التي كانت وما تزال قائمة بين القيادة وأفراد الشعب السعودي، وهي العلاقة التي قامت على الصدق والتواضع والعطاء من قِبل الملك عبدالله وبادلها الناس ولاءً ومحبةً ووفاءً.
فالملك عبدالله -رحمه الله- استكمل مسيرة البناء الحضاري التي بدأها قادة المملكة منذ تأسيسها، وشهد عهده نموًّا اقتصاديًّا انعكس أثره في تطوير الكثير من القطاعات الخدمية التي تمس حياة الناس ومصالحهم، وأصدر قرارات تاريخية تتعلق بالمسار الإصلاحي للأنظمة والقطاعات الحكومية، ولا يمكن في هذا المقام تناول الأعمال والإنجازات التي تحققت في عهده المضيء، ولكن حسبي أن أشير إلى أبرز الإنجازات التي مثّلت علامات فارقة في مسيرة التنمية السعودية، وفي مقدمتها توسعة الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة، وإنشاء الهيئة العامة لمكافحة الفساد، وتطوير المرفق القضائي، والتطوير النوعي والكمي للتعليم الجامعي، وبرنامج الملك عبدالله للابتعاث الخارجي، ومشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم العام، وإنشاء المدن الاقتصادية، وغيرها من الأعمال التي ستظل شاهدة على حجم الإنجازات التي تحققت في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله.
ومضى معاليه بقوله: لعل النقلة النوعية التي تحققت في قطاع التعليم بمختلف مستوياته وأنواعه تمثّل ملمحًا هامًا من ملامح المنجز التنموي الذي تحقق في عهده رحمه الله، فقد استأثرت القطاعات التعليمية بالنصيب الأكبر من الميزانية العامة للدولة خلال السنوات الماضية، ما يؤكد العناية التي أولاها الملك عبدالله للإنسان السعودي بصفته الثروة التي لا تنضب، وباعتباره أداة التنمية وغايتها، فقد توسع قطاع التعليم العالي، ولم يقتصر إنشاء الجامعات على المدن الرئيسة في مناطق المملكة، وإنما تجاوزها إلى المدن المتوسطة الحجم والمحافظات الصغيرة حتى وصل عدد الجامعات في المملكة خلال فترة وجيزة إلى 28 جامعة تتوزع في كافة أنحاء المملكة، وقد ترافق هذا التوسع الكمي مع تطوير نوعي تمثل في إنشاء البنية التحتية والإنشائية والتجهيزات للجامعات الجديدة وفق مواصفات نموذجية تضمن توفير التعليم الجامعي بمستويات متقدمة من المعايير المتبعة في التعليم العالي، كما جاء إنشاء جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية بوصفه إضافة نوعية جديدة للأدوار المطلوبة من التعليم العالي في المملكة، إذ يُنتظر أن تكون الجامعة أحد أبرز مراكز البحوث والدراسات التجريبية في العالم، كما شهدت برامج التدريب التقني والمهني توسعاً لافتاً شمل إنشاء كليات تقنية للبنين والبنات، وبنفس المستوى شهد التعليم العام تطويرًا نوعيًّا وكميًّا شمل إنشاء مبان نموذجية لمدارس البنين والبنات في كافة مدن ومحافظات وقرى المملكة.
وأشار مدير جامعة القصيم إلى أن الحزن الذي انتظم أبناء المملكة ومُحبيها في وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله لم يخفّفه سوى الإعلان عن تتويج صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ملكاً للمملكة العربية السعودية، وتعيين صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولياً للعهد نائبًا لرئيس مجلس الوزراء، وتعيين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولياً لولي العهد، نائبًا ثانيًا لرئيس مجلس الوزراء وزيرًا للداخلية، وهذا الانتقال السلس للحكم أكد من جديد أن المملكة تسير في الاتجاه الصحيح، وأن رابطة التلاحم بين الشعب والقيادة أقوى من كل الظروف، وأن قيادة المملكة وشعبها يمضيان في طريق المحافظة على المكتسبات التنموية التي أنتجت دولة عصرية تحتل مكانة مرموقة في خارطة العالم.
وسأل معاليه في الختام الله جلّ وعلا أن يتغمد الفقيد الملك عبدالله بن عبدالعزيز بواسع رحمته, وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يرزقنا جميعا الصبر والاحتساب على المصاب فيه، داعياً المولى أن يوفق ويسدد قائدنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين، وولي ولي العهد، يحفظهم الله جميعا، إنه سميع قريب مجيب.