سيكون من الصعب على لاعبي المنتخب الإماراتي التفكير حالياً بأبعد من خيبة خسارة الدور نصف النهائي من كأس آسيا أمام أستراليا المضيفة، لكن بإمكان شبان مهدي علي التطلع إلى مستقبل واعد قد يحمل في خفاياه مشاركة ثانية للأبيض في كأس العالم. من المؤكد أن المنتخب الإماراتي كان يمني النفس ببلوغ نهائي البطولة القارية للمرة الأولى منذ 1996 من خلال تجاوز
أستراليا المضيفة، لأن ذلك سيفتح الباب أمامه لإمكانية الفوز بلقبه القاري الأول، كون المنتخب الكوري الجنوبي ليس بالخصم البعيد كثيراً عن متناوله، لكن 14 دقيقة من الضياع كانت كافية لانتهاء الحلم بعد ما نجح «سوكيروس» في هز شباكه بهدفين سجلهما ترنت ساينسبوري وجيسون ديفيدسون في الدقيقتين 3 و14. «هذا درس كبير بالنسبة لنا. نحن بحاجة أن نتعلم التركيز طوال 90 دقيقة»، هذا ما قاله مهدي علي بعد المباراة التي قدم فيها فريقه أداء جيدا في الشوط الثاني لكنه عجز عن الوصول إلى شباك مات راين، ما سيجعله يكتفي بخوض مباراة الترضية ضد العراق يوم الجمعة في نيوكاسل. ما هو مؤكد أن رجال علي في مرحلة التعلم لأن الغالبية العظمى من التشكيلة لا تتجاوز الخامسة والعشرين من العمر واللاعب الأكبر لا يتجاوز الثلاثين وهو الحارس القائد ماجد ناصر، ما يجعل المستقبل واعداً جداً خصوصاً في ظل وجود هذا المدرب المميز الذي كسب شعبية في أستراليا بسبب الكاريزما التي يتمتع بها. إن الرهان على عامل الاستقرار إن كان في التشكيلة أو الجهاز الفني الذي يقوده علي منذ 2012 والمرشح ليصبح سابقة على صعيد منطقة الخليج ككل بعدما قرر الاتحاد الإماراتي لكرة القدم تجديد عقده لمدة ثلاث سنوات جديدة، قد اثمر بالفعل في نهائيات كأس آسيا مع تحقيق الهدف الأساسي ببلوغ الدور نصف النهائي. وسيكبر الحلم الإماراتي بوجود العناصر المميزة مثل عمر عبد الرحمن وعلي مبخوت وستكون نهائيات مونديال روسيا 2018 الهدف المقبل، على أمل تكرار سيناريو 1990 والسير على خطى عدنان الطلياني وفهد خميس ورفاقهما. وفي ظل وجود عامل الاستقرار وبقاء علي على رأس الجهاز الفني قد يتحقق هذا الحلم الذي سيكون هدفاً أساسياً للاتحاد الإماراتي الذي وضع، ومنذ أن استثمر في الجيل الحالي، إستراتيجية واعدة كان من أبرز أهدافها احتلال المركز الأول خليجياً والتواجد بين الأربعة الكبار في آسيا والتأهل إلى كأس العالم 2018 في روسيا. وبعد أن نجح «الأبيض» في تحقيق الهدف الأول عبر الفوز بلقب «خليجي 21» في البحرين عام 2013 واحتلاله المركز الاول خليجياً حسب التصنيف الشهري للاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، تمكن في استراليا 2015 من فرض نفسه نجم البطولة بعروض مميزة قادته في نهاية المطاف إلى تجريد اليابان من لقبها
القاري والوصول إلى دور الأربعة للمرة الأولى منذ 1996. وكان التجانس سلاح علي في هذه البطولة كون معظم أعضاء الفريق تدرجوا على يده بالذات بعدما قاد منتخب الشباب للفوز بكأس آسيا للشباب عام 2008 في الدمام والتأهل إلى ربع نهائي مونديال 2009 تحت 21 سنة في مصر ثم قاد الأولمبي للفوز بلقب البطولة الخليجية الأولى للمنتخبات تحت 23 سنة عام 2010 في الدوحة وفضية اسياد غوانغجو عام 2010 والتأهل إلى أولمبياد لندن 2012. «نحن نحضر هذا الفريق منذ 9 أعوام وكما قلت منذ عامين عندما تسلّمت المهمة، ما أريده هو الوصول إلى الدور نصف النهائي»، هذا ما جدده المدرب الإماراتي عشية لقاء اليابان، لكن بعد تخطي «الساموراي الأزرق» أصبح الهدف أكبر بحسب ما اكد علي إثر الخسارة أمام أستراليا. ورأى
المدرب الإماراتي أن لاعبيه الشبان كسبوا خبرة كبيرة جراء اللعب أمام منافسين أقوياء مثل إيران واليابان وأستراليا، مضيفا «لكن يجب علينا التركيز في اللحظات الحاسمة، خاصة في اول 15 دقيقة من المباراة وفي نهاية الشوط الأول وبداية الشوط الثاني، لكننا فقدنا التركيز في أول 15 دقيقة وتلقينا هدفين». وتابع «جئنا إلى هنا مع هدف الوصول إلى الدور نصف النهائي وقد نجحنا في تحقيقه لكن ذلك لم يكن حلمنا الأكبر. حلمنا الأكبر كان الفوز باللقب». وسيحاول علي انهاء البطولة بطريقة ايجابية من خلال الحصول على جائزة الترضية على حساب العراق في مباراة اعتبرها وبفلسفته المعتادة «مناسبة جيدة لمنح بعض اللاعبين الآخرين فرصة المشاركة خصوصاً أنه، ومهما فعلت للاعبين الاحتياطيين مثل إشراكهم في المباريات الودية، فإن شعور المشاركة في مباراة رسمية أمر مختلف». وواصل «عليك أن تمنح هؤلاء اللاعبين الفرصة وأن تريح بعضاً من اللاعبين الآخرين.
سيكون هناك بعض التغييرات لكن، وكعادتنا، سنحاول أن نلعب بطريقتنا وتقديم أفضل ما لدينا».