بقدر حالة الحزن والأسى التي عشناها كشعب سعودي مع قراءة نعي الوالد القائد عبد الله بن عبد العزيز -رحمه الله- جاءت حالات «الدهشة» من قبل المتابعين للمشهد السعودي في تلك اللحظة، لما تحقق عقب ذلك البيان من تأصيل لتراتبية العهد والولاية لقادة البلاد، وفي أقل من 12 ساعة، لتحفر نقشاً في جبين التاريخ، عنوانه: «عائلة المملكة العربية السعودية.. احترام وتقدير».
نعم، جاءت تطورات مشهد الوطن السعودي عقب وفاة الملك عبد الله بن عبد العزيز لتعكس للعالم أجمع حجم العلاقة المتينة التي يعيشها أفراد الشعب مع قادتهم، وكأن الأمر تجاوز تلك النمطية، إلى قانون اجتماعي أصيل يقوم على الاحترام والتقدير والمحافظة على العهود والوعود، في جو أسري وعائلي يجمع المجتمع كافة بولاة أمرهم.
حينما ننظر لبعض الأمثلة من حولنا في طريقة تعاملها مع فتراتها الانتقالية، وفي مواجهتها ومعايشتها لأي ظرف تغييري قد طرأ على تشكيلها القيادي والرئاسي، نحمد الله كثيراً حينما رزقنا بتلك العلاقة «الأسرية» التي تربط بعضنا البعض، في حين نشتم من حولنا رائحة الدم والبارود بين أفراد البلد الواحد، الذين تعالت أسلحتهم فوق عقلهم، لتسيل الدماء بدل أن تتقدم عجلات التنمية نحو الأمام.
مبايعة وتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز الحكم في البلاد، ومبايعة سمو ولي عهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز، وولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز، هي «كلمة السر» التي تستعصي على كل حاقد ومتربص ببلدنا، وهي صمام الأمان الذي نلتف حوله كشعب، ونعاهد الله، ونشهد خلقه على صيانته والمحافظة عليه.
عبد الرحمن بن ناصر المجحدي - مدير إدارة شؤون المعلمين بالإدارة العامة للتربية والتعليم بالقصيم