فُجعنا كما فُجع العالم بترجل فارس هذه البلاد الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله، وهو الملك الذي أحب شعبه وبادله الشعب هذا الحب. رغم قصر مدة حكمه، رحمه الله، إلا أن إنجازاته تكفي لسنوات قادمة، لا من ناحية النوعية ولا الكم ولا القيمة، وقد كان البلد في أمس الحاجة لهذه المشاريع من طرق ومستشفيات وجامعات ومدارس، نسأل الله أن يجعلها في ميزان حسناته.
يقولون “ما يموت إلا الطيّب” والحقيقة أن الجميع يموت ولكننا لا نفتقد ولا نحزن إلا على الطيبين، ورغم حزننا على وفاة الملك عبدالله وفراقه إلا أن عزاءنا كان في تولي الملك سلمان وفقه الله الحكم وهو الذي لا يختلف اثنان على حنكته وخبرته، وما زاد الفرحة في تولي الملك سلمان هو سرعة وسلاسة هذا التحول والذي يأتي في وقت استثنائي يحيط بالمملكة المتربصين والمشككين من كل جانب. ليس هذا فقط ولكن في أول قرارات الملك سلمان وجه رسالة تطمين لأهل هذه البلاد ولمحبيها وللمستثمرين وهي في نفس الوقت صفعة للمتربصين ولأصحاب الإشاعات ولأعداء الوطن، وهي أن الأمن والاستقرار هو مستقبل هذا البلد بإذن الله، وذلك بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير مقرن ولياً للعهد وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف في منصب ولي ولي العهد مما يعني وجود انتقال الحكم بعد عمر طويل للجيل الثاني من الأسرة الحاكمة وبدون أي مشاكل كما روج أعداء هذا البلد. وبهذا ستشهد البلد وبإذن الله استقرارا سياسيا على المدى الطويل وإغلاق كل منافذ الإشاعات التي كان يسربها أعداء الوطن.
لا شك بأن هذه القرارات وهذه التطورات فاجأت العالم وسيكون لها أثر إيجابي على اقتصاد المملكة وعلى الاستثمارات الخارجية داخل المملكة وكذلك على أمن واستقرار هذه البلاد. الطريق طويل وشائك والمخاطر حولنا من كل اتجاه ولدينا مشاكل بطالة وإسكان وانخفاض أسعار النفط وقضايا فساد وكلها ملفات شائكة نسأل الله أن يعين القيادة والمسؤولين على حلها في قادم الأيام، البداية كانت جيدة وأسست حكومة جديدة جمعت بين الخبرة والحكمة والشباب والنشاط وعلى يقين بأنها قادرة على حل هذه المشاكل.
نسأل الله أن يديم علينا نعمة الأمن والأمان والرخاء والاستقرار وأن يصلح حالنا وأحوال المسلمين أجمعين.