مصابٌ في الظلام دهى الرياضا
تشَظّى برقه حزناً وفاضا
وعمَّ شواظه كل النواحي
فأظهر كلُّ من فيها امتعاضا
وليس سوى الدعاءِ به التداوي
ودمعٍ من عيون الخلق فاضا
فلا مما قضى الرحمن بدٌ
وقد عَظُم المصابُ فلا اعتراضا
قضى ملك التسامح فيه نحْباً
فأورثَ في حنايانا انقباضا
ونذكر ما تحقّق من بناءٍ
فيبعث في مشاعرنا انتفاضا
فنمطرها على الأوراق شعراً
وكانت قبله سحباً عراضا
وعيب الشعر أنّ به جموحاً
وأن لكل قافية مخاضا
رأى أن الفقيد سليل مجدٍ
فأعطى من هشاشته وراضا
لعبد الله فقدٌ، أيُّ فقدٍ؟
إذا ما مثله ورد الحياضا
كأن صدورنا لمداه قبرٌ
يتيه به ارتفاعاً وانخفاضا
ألم يك في التواضعِ مستطاباً
وفي حلّ المعاضل لا يُقاضى
فكم حَسَمَ الأمور بلا تراخٍ
وكم عفوٍ عفاه وكم تغاضى
وإن توقد على الجيرانِ نارٌ
فمن ماء السكون لها أفاضا
وللإسلام منه كبير حظٍّ
فكم من لُجَّةٍ لحماه خاضا
وأسس للحوار وسنَّ نهجاً
جَلِيّاً ليس يُفْتَرض افتراضا
ونحسبُ أنَّه نسجٌ فريدٌ
تسنَّم حِقْبةً كانت مَخَاضا
أُعزِّي فيه من عرفوه طُرّاً
تُطوِّقهم يدٌ مُلِئَتْ بياضا
له ندعو وسوف نظلُّ ندعو
بأنْ ينداح مقبرُهُ رياضا
ولا جزعاً؛ لأن الموت حقٌ
نسير إلى موارده انقضاضا
الشاعر/ أ.د: أحمد بن عبدالله السالم