وداعاً مليكَ العُرْبِ فقدُك مؤلمٌ
بكتك عيونٌ دمعها اليومَ مُسجَمُ
وداعاً حبيبَ الشعبِ تبكي قلوبُنا
رحيلُك مُرٌّ والجوى يتضرمُ
وداعاً إمامَ المسلمينَ رحيلُكم
بكتهُ بلادٌ من عطائك تنعمُ
وداعاً حكيم العُرْبِ أوجعَ فقدُكم
قلوباً سمتْ في حُبِّكم تترنمُ
حكمتَ بلادَ الخيرِ عشراً تتابعت
فأزهر فيها العزُّ والأمنُ مغنمُ
حكمتَ بلادَ الخير فازدادَ مجدُها
وأوريتَها حبَّاً فأنت المتيَّمُ
خدمتَ مليكَ الخيرِ بيتَ إلهنا
فوسَّعتَ فيه الأرضَ وارتاح مُحْرِمُ
فتحت له بيتَ الخِزانةَ مُجزِلاً
عطاءك من ربِّ الملوك ستغنمُ
ومسجدُ خيرِ الخلقِ نال اهتمامكم
سيشهدُ عند الله كم كنتَ تخدمُ
ستبقى حروفُ الشعرِ حيرى يلفُّها
حياءٌ كبيرٌ والمشاعرُ تُحجمُ
وقافيتي قد مسَّها الضرُّ تشتكي
فراقَ مليكٍ كان للشعرِ مُلِهمُ
عليك سلامُ اللهِ يا مَنْ أحاطنا
بعطفٍ وفيرٍ كان للناسِ يُكرمُ
رحلتَ إلى الرحمن في يومِ جُمعةٍ
فزفَّك أقوامٌ لربك سلَّموا
وكم لهجوا لله جادت حناجرٌ
عليك مليكَ الخير باتت ترحَّمُ
فياربِّ أحسنْ للفقيد وأكرمنْ
قدوماً له في جنةِ الخلد ينعمُ
سلمان
ولايةُ للملكِ تزهو فيك سلمانُ
وموطنُ الخيرِ يسمو وهو جذلانُ
اختارك الراحلُ المحبوبُ في ثقةٍ
فأنت أهل وكفءٌ دمتَ سلمانُ
خَبِرتَ حكماً سبرتَ الغورَ مجتهداً
فنلتَ عِزّاً ويزكو فيك سلطانُ
المجدُ منك وفيك المجدُ مؤتلقٌ
كم يرتدي ثوب فخرٍ فيك يزدانُ!
تلك الميادين تروي قصةً زخرت
فضلاً عطاءً وللأفذاذ عنوانُ
تاريخكم حافلٌ بالبذل مزدهرٌ
إشراقُهُ ظاهرٌ والدأبُ إحسانُ
مصائبُ الدهرِ قد زارت متابعةً
فيثبتُ القلبُ لم تغلبْك أحزانُ
هي الخطوبُ تُصيبُ العبد مُختَبراً
فيُزهرُ الصبر أروى القلبَ إيمانُ
أنت العميدُ حكيمٌ رأيُكم جَزِلٌ
سديدُ قولٍ وللأقوال بُرهانُ
فيك المهابةُ تكسو حلوَ طلعِتكم
فالحزمُ أنت وبالإشفاقِ ملآنُ
مثقفٌ وافرٌ في العقلِ منتصِرٌ
للدين يشهدُ صدقَ النصرِ قرآنُ
لكم مسابقةٌ من نهرها شربت
قومٌ كرامٌ وشيبٌ ثم شبَّانُ
حتى النساء يذقن الخير مندفقاً
من بسط كفك فالسمانُ بستانُ
ترعى اليتامى وأهلُ العُسْرِ تُسكِنُهم
مشروعُكم يا أميرَ الخيرِ أوطانُ
رياضُ مملكة الأمجادِ شاهدةٌ
منك الوفاء ويروي الحبَّ وجدانُ
أحالها درةً في الكونِ شامخة
فيها الحضارةُ والإبداعُ ألوانُ
أمست بعهدك يا سلمانُ فاتنةً
كسوتَها العزَّ طابت منك أردانُ
فتحتَ صدرك بعد الباب في رَحَبٍ
تُصغي لزائركم يرتاحُ حيرانُ
قدَّرتَ علماً وأهلَ العلمِ مُحتفياً
بكلِ شخصٍ له في الخيرِ ميدانُ
سيعجزُ الشعرُ حصرَ الفضلِ معتذراً
عن الوفاءِ وتُعْيي الحرفَ أركانُ
فلتهنئ يا بلادَ المجدِ باسمةً
سلمانُ يَحكمُ والمِعْوانُ رحمانُ
أمدك الله يا سلمانُ عافيةً
وبارك العمرَ تزهو فيك أزمانُ
شعر: عبدالله بن سعد الغانم - تمير - سدير