استيقظ الشعب السعودي والأمة العربية والإسلامية بل والعالم أجمع صباح الجمعة 3-4-1436هـ على خبر هو الفاجعة.. هز المشاعر وتعمقت بسببه الأحزان.. رحيل رجل بحجم ومكانة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حدث توقف العالم عنده.. كان رحمه الله قائداً مميزاً فرض احترامه.. وعزز مكانة المملكة العربية السعودية في جميع المحافل العالمية.. وكما كان رحمه الله قائداً استثنائياً في حكمته ومواقفه وقراراته.. كان استثنائياً في إنسانيته.. تميز عهده بالمبادرات الطموحة ذات البعد الاستراتيجي النوعي.. وفي كل المجالات الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والعلمية والقضائية.. كما تميز عهده بالمواقف الحازمة على مستوى الوطن والإقليم بل والعالم والتي جاءت في وقتها وتوقيتها واضحة في أهدافها.. قوية في مطالبها عميقة في تأثيرها.
كان رحمه الله محباً لبلاده عاشقاً لمواطنيه.. فجاءت مبادراته على مستوى هذا العشق وكانت مشروعاته وقراراته توفر احتياجات المواطنين في الحاضر.. وتحقق طموحاتهم في المستقبل.. كان رحمه الله أصيل في عروبته.. متفانياً في خدمتها.. مبادراً لمعالجة قضاياها.. حكيماً في التعامل مع متناقضات أصحاب القرار فيها.
حمل رحمه الله هم الأمة وعاش همومها.. وبادر إلى التعامل مع قضاياها بصدق المواطن.. وإخلاص المؤمن.. وحكمة القائد.
الملك عبدالله رحمه الله وأسكنه فسيح جناته كان قائداً تاريخياً على كل المستويات.. اهتز العالم لفقده.. وبكاه الوطن بكل أطيافه.
واليوم يتولى المسؤولية ويتسلم القيادة ملك من مدرسة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن - طيب الله ثراه - ومدارس أبنائه الملوك من بعده رحمهم الله.. عاش حياته مشاركاً في كل مراحل تطور المملكة.. خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.. يملك الحكمة والخبرة والحزم وبعد النظر.. قريب من الناس متابع لأخبارهم.. مشاركاً في أفراحهم.. ومواسياً لهم في أحزانهم.. ويتكئ على مخزون كبير من الثقافات المتنوعة التي جعلت علاقاته الإقليمية والدولية قوية ومتميزة.
رحم الله الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمة واسعة وجزاه خيراً على ما أعطى وبذل لوطنه وأمته.. وبارك في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وأعانه على تحمل المسؤولية.. وشد عضده بأخيه صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، وبصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية.. وأدام على بلادنا أمنها ورخاءها واستقرارها.
عبدالعزيز بن محمد التويجري - رئيس المؤسسة العامة للموانئ