أسس الملك سلمان بن عبد العزيز بداية دخول أبناء الأبناء من الجيل الثالث للبيت السعودي الحاكم باختياره لولي ولي العهد الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز، الذي يعد أول النخب من أبناء الأسرة المالكة يتقلد منصبًا رفيعًا على هرم الدولة السعودية بكل كفاءة واقتدار وملاءة إدارية أثبتت الأيام والأحداث والمواقف أنه بحق أهل لهذا المنصب الرفيع وأن الملك سلمان لديه نظرة ثاقبة وأمينة في ترشيحه لمثل هذا المنصب وهو أعلم بالرجال وأقرب إلى أبناء الأسرة المالكة الكريمة. كيف لا؟ وهو عميد الأسرة المالكة وخبيرها لأكثر من ستة عقود من عمر الزمن. محمد بن نايف بن عبد العزيز حذو أبيه نايف الأمن وارتكازه وعينه التي لا تنام أحد أركان البيت السعودي الذي أطر نهجًا قويمًا في صلابة الموقف الأمين والوطني والمجتمعي منذ كان وزيرًا للداخلية على مدى أربعة ملوك من ملوك المملكة العربية السعودية وقاد حربًا ضروسًا ضد الإرهاب وأذنابه في الداخل والخارج وكان محمد بن نايف على فترات طويلة قريبًا من محاكاة رجل الأمن الأول في شخصيته القوية الفذة وتفاصيل عمله كوزير لأهم وزارة ترعى أمن الوطن والمواطن فأخذ واستنطق الكثير من مزايا وصفات والده الذي أعطى تربية خاصة لأبنائه ومنهم محمد بن نايف الذي وجدناه في مواقع المسؤولية بكل القوة والجرأة والحزم وجزالة الحضور الإنساني وبلا مقدمات وهو البعيد كل البعد عن الأضواء، يعمل كوالده بصمت العمل المنجز والماثل وإلى ساعات متأخرة من الليل هو من نال ثقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز رحمة الله وثقه والده الأمير نايف بن عبد العزيز رحمه الله، ثم ثقة الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله- وكل هؤلاء القادة لم يجتمعوا على شخص إلا لاعتبارات وجيهة وامتيازات خاصة أهلته لملء عباءة هذا المنصب كولي لولي العهد ووزيرًا للداخلية. محمد بن نايف يعطي دلالات امتياز نخبوي أول في إثراء روح المنافسة الشريفة بين أبناء الجيل الثالث من أفراد البيت السعودي الحاكم لتقديم أنفسهم عبر فضاءات. التأهيل الكفء لخدمة الوطن والمواطن وتقلد المناصب القيادية في الدولة، إذ لا مجال اليوم إلا للكفاءة والتفوق والأصلح هو من يقدم نفسه ليتبوأ أعلى المناصب لأن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان في رؤيته القريبة والبعيدة يحمل فكرًا تنويريًا في معرفة الرجال خارج البيت السعودي الحاكم فكيف بأبناء البيت من الداخل. كمأنني لمست من الأمير محمد بن نايف في أكثر من لقاء تواضعًا جمًا وتبسطًا متناهيًا في كرم خلق وأدب أمير وهو مستمع جيد لا يقاطع متحدث حتى يكمل حديثه، ثم يوجه ويعلق بما يراه مناسبًا وهو مع تعدد مسؤولياته وجسامة أعماله يحمل همًا دائمًا في تفقد أسر شهداء الواجب من رجال الأمن البواسل وكثير السؤال والتواصل معهم في كل شؤونهم وبصمت دون إعلام أو تشهير. لقد حمل محمد بن نايف الكثير من الصفات القيادية والإنسانية عن والدة نايف بن عبد العزيز رحمه الله من صلابة الرأس وقوة البأس وإمضاء العمل للعمل والبعد عن الأضواء ووضع الأمور في نصابها ومكانها الصحيح سترون في قادم الأيام نقلة نوعية ومتجددة وتقنيات عالية يحملها فكر هذا الأمير الشاب الطموح الجامح إلى كل ما فيه المصلحة العليا للوطن والمواطن في أهم جهاز أمني من قطاعات الدولة ألا وهو وزارة الداخلية وستثبت الأيام بمشيئة الله مدى كفاءة واقتدار أبناء الجيل الثالث على حمل الأمانة والمسؤولية في المشاركة في بناء الدولة السعودية الحديثة والمعاصرة.