الرسالة الأولى: إلى الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، رحمه الله.
الرسالة الثانية: إلى الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله.
أما الرسالة الأولى.. فقد ودع الشعب السعودي والعالم المحب للسلام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته وأنزله منازل الصديقين والشهداء والصالحين.. وحسن أولئك رفيقاً.
والموت حق وهو سنة الله في خلقه، ولكن رحيل العظماء والقادة الصالحين، وفراق الأحبة شديد الوطأة على النفوس، وإن كانت تؤمن بفضاء الله وقدره.
وفقيدنا الراحل خدم أمته الإسلامية وشعبه الوفي بكل ما أوتي من قوة وحكمة، فسيخلد التاريخ ذكره عبر القرون والأجيال، وكم كان بودي أن أحضر مراسيم تشييعه، ومشاركة الشعب السعودي في توديع الراحل العظيم ولكن المرض أقعدني عن ذلك، فالأمر لله من قبل ومن بعد.
أيها الملك الراحل.. سلام عليك حياً وميتاً، ويوم تبعث في زمرة الشهداء إن شاء الله، ولم أستطع اكمال مرثيتكم فاستعرت أبياتاً من مرثية أخيكم الملك فيصل بن عبدالعزيز.. تولى الله الجميع بواسع رحمته..
فُجع الأنام فكل قطر مأتم
والخطب مزْوّر الجوانب مظلم
والدعر مرتاع تلفت حوله
فإذا الدنى مكلومة تتأم
يا هول فاجعة تعاظم خطبها
صُمتْ لها الآذان وانعقد الفم
لقد فارقت الحياة.. وأنت موقن بلقاء ربك.. مطمئن بما قدمت لشعبك وأمتك وللإنسانية من أيادٍ كريمة بيضاء.. فقد من الله عليك بحب الخير.. وفعل المعروف، ونصرة المظلوم في نوائب الحق، ورزقك في دنياك الصبر والحكمة، ورزق شعبك في عهدك الأمن والاستقرار، حيث سلم من الفتن الضالة التي تحيط بدول المنطقة من كل جانب، والمملكة العربية السعودية في أمن ورخاء بفضل سياستكم الحكيمة وتحكيم الشريعة الإسلامية وخدمة الحرمين الشريفين.. رحمك الله يا أبا متعب وجمعنا بك في مستقر رحمته.
أما الرسالة الثانية.. فهي موجهة للملك سلمان بن عبدالعزيز تعزية له في أخيه الملك عبدالله.. وتهنئة له بثقة الشعب السعودي باختياره ملكاً للمملكة العريبة السعودية، ونسأل الله له الإعانة والتوفيق، وأن يرزقه الأعوان الصالحين.
والحقيقة أن الخطوات والقرارات التي استهل بها الملك سلمان بن عبدالعزيز ملكه ترفع الرأس، وتضع الشعب السعودي على بر الأمان، وليس أدل على ذلك من النقلة السريعة والحكيمة للحكم، واختيار الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولياً للعهد، والأمير محمد بن نايف ولياً لولي العهد، منيٍ غاية الأهمية إذ اطمأن الشعب السعودي بحسن الاختيار وسلاسة انتقال السلطة، والملك سلمان بن عبدالعزيز في خبرته الواسعة يكوّن مدرسة متقدمة في الخبرات السياسية والإدارية، كما أنه عرف بحبه للخير وإنفاقه في وجوه البر وحرصه الدؤوب على مصلحة الوطن والمواطن، ولو ذهبنا نستعرض مكارم الملك سلمان بن عبدالعزيز لطال بنا الحديث. أسأل الله أن يمن على هذه البلاد بالأمن والاستقرار في ظل قيادتكم الحكيمة.
- د. زاهر بن عواض الألمعي