الموتُ حقٌ وما في الكونِ إنسان
إلاَّ وسوف يموتُ الإنسُ والجانُ
الموتُ حقٌ وما في الموتِ من عَجَبٍ
وما له يا عبادَ اللهِ نكرانُ
لكنني حينَ أُرْثِي حاكماً هَتَفَتْ
له قلوبٌ وأرواحٌ وأبدانُ
فإنني وبكل الحُزْنِ والأسفِ
رثيتُه ومعي تُرثيه أوطانُ
أُرْثيكَ للأمة الكبرى بأجمعها
من كل قلبي ومِلءُ القلب أحزانُ
أُرثيكَ يابَاسطَ الكفِّ لأمَّتنا
يا من له المجدُ بين النَّاس عنوانُ
رحلتَ عنَّا وفينا أيَّها البطلُ
بعدَ الرحيل وبعدَ الخطب سلمانُ
سلمانُ رمزٌ عَرِفناه ويَعرفُنا
ولي على كلِّ ما أسلفتُ برهانُ
القولُ والفعلُ جزءٌ من مهابته
لأنَّه بطلٌ شهمٌ وإنسانُ
حَيُّوا معي مُقْرِناً هذا الذي أبداً
أفعاله كلُّها برٌ وإحسانُ
وآلُ عبد العزيز المجدُ يتبعُهم
في سَيرهم ولهذا المُلْكِ أركانُ
الدينُ والعدلُ والأخلاقُ والشِّيَمُ
وما عدا ذلكُم زُورٌ وبهتانُ
والحمدُ للهِ في سِرٍّ وفي عَلَنٍ
دَستورنا يا وجوهَ الخيرِ قُرْآنُ
والحمدُ للهِ مِن قَبْلِ المُصابِ ومِنْ
بعدِ المُصابِ ولنْ يَنْهَدَّ بُنيانُ
(عاشتْ بلادي) هتافاتٌ يردِّدُها
في كلِّ آوِنَةٍ شِيبٌ وشُبَّانُ
أَقُوْلهُا اليومَ والأقدارُ نافذةٌ
مِنْ بَعدِ ما قال لي في الفَجر جيرانُ
ماتَ المليكُ فقالَ القلبُ من أسفٍ
له من الواحدِ المعْبُودِ غفرانُ
وقلتُ: إنْ ماتَ عبدُ الله عن قَدَرٍ
مُقَدَّرٍ فَهُنا للمَجد عِنْوانُ
هُنا المدينةُ والبيتُ الحرامُ هُنا
هُنا الرياضُ التي بالحب تَزْدانُ
هُنا القطيفُ هُنا الدَّمَّام والخُبَرُ
هُنا على القِمَّةِ الشَّمَّاءِ سَلمانُ
هُنا الرجالُ هُنا الأبطالُ تَعْرِفُهُم
أَبْهَا ورَفْحا ونَجْرانُ وجِيْزانُ
وكلُّ حَيٍّ من الأحياء في وطني
له من الوِدِّ والأشواقِ تِيْجَانُ
أمَّا أنا فأقُوْلُ اليومَ مُبْتَهِلاً
إليكَ يا خالِقي يا من له الشَّانُ
أقولهُا صادقاً في فَجْر جُمْعَتِنا
والبالُ مُنْشَغِلٌ والفِكرُ حَيرانُ
إنْ ماتَ أو عاشَ يا ربَّاهُ إنسانٌ
فَلِي بِفَضْلِكَ توحيدٌ وإيمانُ
- شعر اللواء/ محمد حسن العمري