إيماناً بقضاء الله وقدره، ورضاً تام بما كتب الله، تلقينا صباح يوم الجمعة الثالث من شهر ربيع الآخر خبراً كان وقعه علينا عظيماً، إنه خبر وفاة قائد المسيرة ورجل أحب وطنه وأحببناه.
رحل ملك الإنسانية وترك لنا إنجازات عظيمة سيخلدها التاريخ، وستبقى فخراً ورمزاً لمسيرة رجل عظيم تنوعت عطاءاته في مجالات متعددة محلية ودولية، فهو حكيم الأمة وحامل لواء الإصلاح ورجل التعليم العالي والتنمية.
ولا شك أن فقد ملك في مكانة الملك عبدالله بن عبدالعزيز أمر صعب ومصاب جلل، ولا نقول إلا ما أمرنا به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم «لله ما أعطى ولله ما أخذ». ولعل ما يهون المصيبة الانتقال السلس للحكم إلى رجل دولة وسياسي محنك هو خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، الذي نهل من مدرسة الملك عبدالعزيز من نعومة أظفاره، ومستشار الملوك وصاحب الرأي السديد، وصديق المواطنين.
مثل هذا الحدث العظيم الذي تمتزج فيه دموع الحزن مع لحظات الترقب والانتظار، يثبت السعوديون للعالم أجمع قوة النظام السعودي ومستوى اللحمة بين الشعب والحاكم، حيث بايع الشعب الملك سلمان بن عبدالعزيز ملكاً وصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولياً للعهد وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف ولياً لولي العهد.
نسأل الله لهم التوفيق والعون والسداد وندعو الله أن يحفظ على وطننا الأمن والأمان، وأن يرحم خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وأن يجزيه الله خير الجزاء لما قدم لوطنه وأمته.
أ. د. عبدالعزيز بن عبدالله الحامد - وكيل جامعة سلمان بن عبدالعزيز للدراسات العليا والبحث العلمي