نعت المملكة العربية السعودية والأمتان العربية والإسلامية يوم الجمعة الماضي الراحل الكبير خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، رحمه الله. الذي انتقل إلى جوار ربه تاركاً أعطر الذكر وأطيب الأثر في كل مكان من أرجاء المملكة وبقاع العالم كافة.
لقد رحل الملك عبدالله بعد أن رسخ مكانة المملكة العربية السعودية على المستويين الإقليمي والدولي بأبهى صورها، محدثاً نقلة عملاقة في الإصلاحات والتنمية بشتى صورها ومستوياتها، ومحققاً أقصى ما يؤمّله فيه شعبه وأمته والعالم أجمع. تغمد الله خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بواسع رحمته وغفرانه وأسكنه فسيح جناته. وجزاه الله عن الإسلام والمسلمين كافة خير الجزاء.
وعلى قدر الفقد الكبير لقامته، رحمه الله، فإن الأمة تدرك وتعي أن عقارب الساعة لا تتوقف، وأن هذه البلاد تفقد رجالاً وتنجب رجالاً. فبايعت الأسرة المالكة الكريمة والمواطنون خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ملكاً للمملكة العربية السعودية، مترسمين سياسة الحكمة والنهج الانسيابي السلس لانتقال الحكم في هذه البلاد منذ عهد مؤسسها الملك عبدالعزيز، طيب الله ثراه. ويستلم دفة القيادة ربان ماهر عركته السياسة والحياة خلفاً لربان أبلى خير البلاء في قيادة هذه البلاد ليكمل المسيرة انطلاقاً من محطات الإنجاز التي حققتها المملكة.
وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله، هو سليل مدرسة الحكم والسياسي المحنك والمستشار الأمين لمعظم من سبقه من إخوته ملوك المملكة العربية السعودية. لقد بدأ يوم حكمه الأول بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولياً للعهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء، وتعيين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولياً لولي العهد ونائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء، وتعيين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز رئيساً للديوان الملكي ومستشاراً خاصاً لخادم الحرمين الشريفين. وذلك في سياق توطيد الاستقرار الذي كان السمة البارزة في حكم المملكة منذ تأسيسها. وبذلك استمرت الدولة كما هي راسية مستقرة، كما قال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز: «سنظل بحول الله وقوته متمسكين بالنهج القويم الذي سارت عليه هذه الدولة منذ تأسيسها على يد الملك المؤسس عبدالعزيز (رحمه الله)، وعلى أيدي أبنائه من بعده (رحمهم الله)، ولن نحيد عنه أبداً».
ختاماً نسأل الله العلي القدير أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وأن يسدد على طريق الخير خطاه ويحفظه وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد من كل سوء، وأن يديم على هذه البلاد نعمة الأمن والاستقرار.
- مدير عام شركة الحياة الطبية والمدير التنفيذي لشركة المنتجات الطبية والتجميلية المحدودة (الرياض فارما)