الجزيرة - خالد الحارثي:
نذر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله- حياته للعطاء غير المحدود من أجل دينه ووطنه وخدمة أمته.. رحل -يرحمه الله - تاركاً خلفه سيرة عطرة وتاريخاً مشرفاً وإنجازات عظيمة في المجالات كافة، وتطورات في كل مؤسسات الدولة، ومن بينها مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع «موهبة» التي حظيت برئاسته ودعمه الكريم -يرحمه الله-، منذ أن أعلن قيامها في عام 1420هـ، واختار لها اسمها بنفسه.
وآتت بذور الخير والموهبة والإبداع التي نثرها الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -يرحمه الله- ثمارها، من خلال دعمه غير المحدود للموهوبين والموهوبات، وتعددت النجاحات التي حققها نوابغ الوطن عربياً وإقليمياً ودولياً.
26 جائزة في إنتل آيسيف
وتجسد هذا التألق والإبداع في معرض ومسابقة إنتل آيسيف Intel ISEF2014 التي أقيمت في مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، وحققت فيها المملكة، ممثلة في مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع «موهبة» ووزارة التربية والتعليم، 6 جوائز كبرى وجائزتين خاصتين، من بين 79 دولة و3871 طالباً وطالبة شاركوا في المعرض، لتحتل المملكة وللعام الثاني على التوالي المركز الثالث عالمياً فيما يتعلق بعدد الجوائز بعد الولايات المتحدة الأمريكية وكندا.
كما نجحت المملكة في تحقيق إنجازات عدة في المشاركات السابقة؛ ففي أول مشاركة عام 2007 حققت المملكة جائزتين، كبرى وخاصة، وفي عامي 2008 و2009 حاز الفريق السعودي جائزتين من الجوائز الكبرى للمسابقة؛ واحدة في كل دورة، وفي 2010 حصد الطلاب السعوديون 3 جوائز كبرى وجائزة خاصة.
وفي دورة 2011 فاز الفريق السعودي بجائزة المركز الأول في مجال العلوم الاجتماعية والسلوكية، وجائزة المركز الرابع في مجال الأحياء الخليوية والجزيئية.
وفي إنتل آيسيف 2012 الذي أقيم في مدينة بتسبرج بولاية بنسلفانيا الأمريكية نجح الطلبة السعوديون في الفوز بـ6 جوائز، إضافة إلى جائزتين خاصتين.
وفي معرض إنتل آيسيف 2013 الذي أقيم في مدينة فينكس بولاية أريزونا الأمريكية، حصد نوابغ الوطن 8 جوائز، وحققت المملكة المركز الثالث دولياً بعد الولايات المتحدة الأمريكية وكندا.
36 جائزة في إنتل العرب
استمر تألق نوابغ الوطن خلال مشاركة المملكة، ممثلة في موهبة، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم في مسابقة إنتل للعلوم- العالم العربي (ISCArab)، ففي عام 2014 في دولة قطر وللمرة الرابعة حلق نوابغ المملكة في فضاءات الإبداع محققين فوزاً مستحقاً، معتلين منصات التتويج بـ10 جوائز في مجالات علمية متنوعة ودقيقة.
وبهذا الفوز الرابع على التوالي منذ انطلاقة المسابقة، تصبح المملكة من أكثر الدول المشاركة الحاصلة على الجوائز الكبرى في إنتل للعلوم- العالم العربي.
وفي دورة 2013 التي أقيمت في المملكة الأردنية الهاشمية، ومن بين 11 دولة و105 مشاركين قدَّموا 78 مشروعاً، حصد موهوبو الوطن المراكز الأولى بـ6 جوائز في مجالات الطب والعلوم الصحية، والعلوم الاجتماعية والسلوكية، وعلم النبات، والعلوم الرياضية، وجائزة خاصة في مجال الفيزياء والفلك.
ونالت المملكة 7 جوائز في مسابقة إنتل للعلوم والهندسة «العالم العربي 2011م» التي أقيمت في دولة الإمارات العربية المتحدة، وحصدت جائزتي المركز الثاني والثالث على مستوى المسابقة، إلى جانب المركزين الأول والثاني في مجال العلوم الاجتماعية والسلوكية، والمركز الأول في مجال الطب والعلوم الصحية، والمركز الثالث في مجال الرياضيات والحاسب، وجائزة أفضل لوحة عرض في السعودية.
وفي أول نسخة لمسابقة إنتل للعلوم - العالم العربي 2010م التي أقيمت في جمهورية مصر العربية، حققت المملكة ثلاث عشرة جائزة من بين 120 متسابقاً من عشر دول عربية.
24 جائزة في ماليزيا
وقبيل إعلان نتائج إنتل آيسيف 2014 بأيام قليلة، كان موهوبو الوطن قد رفعوا علم المملكة في المعرض الدولي للاختراعات والابتكارات والتقنية « ITEX2014»، الذي استضافته العاصمة الماليزية كوالالمبور، وحققت المملكة 20 ميدالية؛ (9 ذهبيات، و9 فضيات، وميداليتين برونزيتين)، لتحافظ بهذه الجوائز على تفوقها في ثاني مشاركة لها في آيتكس.
وخلال فعاليات آيتكس 2014 وإنتل آيسيف 2014، قدمت «موهبة» جائزة خاصة لأفضل ابتكار أو بحث علمي في مجال الطاقة المتجددة، بلغت قيمتها عشرة آلاف دولار لخمسة مراكز.
وفي أول مشاركة لها في المعرض الآسيوي للمخترعين الشباب AYIE 2012 الذي يستهدف شباب المخترعين في الفئة العمرية من 20 عاماً فأقل، الذي يقام بالتزامن مع معرض آيتكس الدولي للمخترعين في كوالا لمبور، حققت المملكة أربع ميداليات؛ (ثلاث ذهبيات وفضية).
23 جائزة في تايبيه وإينوفا
وخلال فعاليات معرض تايبيه العالمي للمخترعين (INST 2013) الذي شارك فيه 15 مخترعاً ومخترعة من أبناء الوطن بـ10 اختراعات، حصدت المملكة 18 جائزة وميدالية ما بين ذهبية وفضية وبرونزية، من بين أكثر من 700 مخترع من 21 دولة، قدموا 2000 اختراع وابتكار.
وفي أول مشاركة للمملكة، ممثلة في «موهبة»، في المعرض الدولي للابتكار والبحث والتقنية (إينوفا 2012م)، حاز موهوبو وموهوبات الوطن على ميدالية ذهبية وأربع فضيات من بين 300 اختراع شاركت في المعرض.
تفوق خليجي بـ18 جائزة
وللمرة الثالثة على التوالي، حقق الوطن، ممثلاً في وزارة التربية والتعليم و»موهبة»، المراكز الستة الأولى في أولمبياد الرياضيات الخليجي الثالث 2014 GMO، الذي نظمه مكتب التربية العربي لدول الخليج العربية، واحتضنته سلطنة عمان، في العاصمة مسقط، بمشاركة 42 طالباً يمثلون أعضاء دول المجلس السبع.
وشاركت المملكة في أولمبياد الرياضيات لدول مجلس التعاون في دورته الأولى عام 2012 في دولة الإمارات العربية، وحصلت على ذهبية وخمس فضيات واحتلت المراكز الستة الأولى، وفي الدورة الثانية 2013، التي نظمتها دولة قطر، حصدت المملكة أيضاً المراكز الستة الأولى بذهبيتين وأربع فضيات.
77 جائزة في الأولمبياد الدولي
وخلال الأعوام الخمسة الماضية، حقق نوابغ المملكة نجاحات كبيرة خلال المشاركات في الأولمبياد الدولي، التي انطلقت في عام 2010 في أولمبياد الرياضيات، ثم في الفيزياء والكيمياء في العام التالي 2011.
ورغم حداثة المشاركات السعودية بين دول متقدمة سبقت المملكة في المنافسة على جوائزها بسنوات طوال، إلا أن موهوبي وموهوبات الوطن نجحوا في تحقيق الإنجاز تلو الآخر، واعتلوا منصات التتويج في أزمنة قياسية، محققين 77 ميدالية للوطن، من بينها 11 ميدالية ذهبية، و20 ميدالية فضية، و46 ميدالية برونزية، فضلاً عن 6 شهادات تقدير.
وحققت المملكة نجاحات عدة من وراء إنجازاتها في الأولمبياد الدولي، فبعد إنجاز عام 2010 بحصد 4 ميداليات برونزية في أولمبياد البلقان للرياضيات الذي أقيم في مولدوفا، وأولمبياد الرياضيات الدولي الذي أقيم في كازاخستان، بواقع ميداليتين في كل أولمبياد، تحسّن ترتيب نتائج المملكة في أولمبياد الرياضيات (27 موقعاً).
وفي عام 2012، قفزت المملكة بترتيبها من المركز السبعين في عام 2011 إلى المركز التاسع والعشرين، متقدمة على دول عريقة سبقتها في المشاركة في مسابقات الرياضيات مثل فرنسا وألمانيا وإيطاليا.
كما سجلت المملكة حصولها على أول ميدالية عربية في الفيزياء في أستونيا بمشاركة أكثر من 90 دولة.
كما حصلت المملكة في عام 2013 على أول ميداليتين برونزيتين في أولمبياد الكيمياء في روسيا من بين أكثر من 75 دولة، حققت إحداهما نورة السبتي، لتصبح أول طالبة عربية تحقق ميدالية في جميع الأولمبيادات العلمية.
التعرف على الموهوبين
نبعت فكرة المشروع الوطني للتعرف على الموهوبين من حرص واهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود رئيس المؤسسة -يرحمه الله- بالموهوبين، وضرورة اكتشافهم في وقت مبكر، ورعايتهم، وتوحيد وتطوير الجهود المبذولة للتعرف عليهم.
وقطع المشروع خطوات في سبيل تحقيق أهدافه، وهو ما تؤكده الأرقام؛ فمع انطلاقة المشروع منذ أربع سنوات، وتحديداً في عام 2011 كان عدد المرشحين من البنين والبنات 42706، وفي عام 2014 قفز العدد إلى 70350، مسجلاً نسبة زيادة تجاوزت 64% في عدد المرشحين و74% في عدد المختبرين و111% في عدد المقبولين، حيث بلغ إجمالي عدد الطلبة الواعدين بالموهبة الذين تم التعرف عليهم من منذ انطلاقة المشروع ما يزيد على 42 ألف طالب وطالبة.
مبادرة الشراكة
في 16 مارس 2014م، أكملت مبادرة الشراكة مع المدارس ربيعها الخامس، وواصلت «موهبة» جهودها لتكون المبادرة البيئة التعليمية المتميزة الحاضنة للطلبة للموهوبين والموهوبات؛ سعياً منها لدعم توجه المملكة لأن تكون مجتمعاً معرفياً مبدعاً، ووصل عدد المستفيدين منها إلى 5500 طالب وطالبة، في أكثر من 70 مدرسة منتشرة في عشر مدن.
وعملت مبادرة الشراكة على تطوير مناهج إثرائية متقدمة للموهوبين في الرياضيات، والعلوم، وتقنية المعلومات، واللغة الإنجليزية للصفوف الدراسية من الرابع الابتدائي إلى الثالث الثانوي، إضافة إلى دليل معلم الموهوبين بواقع 141 كتاباً.
برامج صيفية
وانطلقت برامج «موهبة» المحلية الصيفية في صيف عام 1421هـ بـ9 برامج، واستمرت على مدى 15 عاماً حتى وصل عدد برامج صيف 1435هـ، إلى 62 برنامجاً، بنسبة زيادة تقدر بأكثر من 500% كما تزايدت وتيرة عدد برامج «موهبة»، وشهد عدد المستفيدين والمستفيدات ارتفاعاً مماثلاً، وإن كان بوتيرة أعلى، فقد بدأ عدد المستفيدين من هذه البرامج بـ300 طالب وطالبة عام 1421هـ، ليقفز إلى 3330 طالباً وطالبة عام 1435هـ، بنسبة زيادة تجاوزت 1000%.
وفي عام 2014 بلغ عدد الطلاب الملتحقين بالبرامج الدولية الصيفية 250 طالباً وطالبة، تم إلحاقهم بأفضل الجامعات الدولية في الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا وإيرلندا وماليزيا.
أولمبياد إبداع
وتجاوزت أعداد الطلاب والطالبات المسجلين والراغبين في المشاركة في الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي «إبداع 2015» حاجز المائة ألف طالب وطالبة في مساري البحث العلمي والابتكار ليصل العدد الإجمالي إلى 116 ألف طالب وطالبة، وذلك للمرة الأولى منذ انطلاق الأولمبياد في عام 2011.
رحم الله خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود على ما قدّمه لدينه ووطنه وأمته العربية والإسلامية، ودعمه لنوابغ ومبدعي الوطن ليسهموا في نهضة استثنائية شاملة عاشتها المملكة في عهده.