في يوم الجمعة المباركة الموافق 3-4-1436هـ، انتقل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله إلى جوار ربه، وحزنا لوفاته، وعم الحزن الشعب السعودي والأمة الإسلامية والعربية وذلك لما كان يتمتع به رحمه الله من جهود مخلصة في خدمة بلاده وخدمة العالم الإسلامي والعربي وخدمة القضايا التي تتعلق بالاستقرار والسلم العالمي، ولدوره البارز في الأحداث العالمية مناصراً لقضايا العرب والمسلمين ومدافعاً بالكلمة والمال والمشاركة في ذلك بنفسه وقيامه بدور رائد في الإصلاح وجمع الكلمة وكان له نفوذه المعتبر ومكانته العالية في نفوس العرب والمسلمين لا سيما وأنه قائد لبلاد الحرمين الشريفين وزعيم لبلاد هي مهبط الوحي وقبلة المسلمين وبلاد تأسست على المنهج الشرعي الإسلامي ووحدة الصف والكلمة منذ تأسيسها على يد الإمام الصالح والملك العادل الذي جمع كلمة أهلها على الحق والدين الإسلامي الخالص الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود غفر الله له وأسكنه فسيح جناته، فقد أسس الملك عبدالعزيز رحمه الله بلادنا على المنهج المستمد من كتاب الله وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي تسير عليه الدولة السعودية إلى يومنا هذا، وأبناؤه من بعده حملوا رسالته بكل جد وإخلاص، مما جعلنا نتفيأ ولله الحمد ما نحن عليه اليوم من نعمة الأمن والأمان والاستقرار والرخاء أدام الله عز بلادنا وجنبها الفتن والخلافات وأبقاها دولة مستقرة آمنة تحكم بشريعة الله إلى قيام الساعة.
وإن من أبرز الأعمال التي تحسب للملك عبدالله رحمه الله توسعة الحرمين الشريفين توسعة كبيرة في المساحة والبناء مضافة التي التوسعات التي قام بها ملوك هذه الدولة رحمهم الله وجزاهم الله عنا كل خير، وكذلك مشروع سقيا زمزم ومد شبكة القطارات منها ما تم استخدامه كقطار الحج والمشاعر المقدسة، والعمل جارٍ بمد شبكة كبيرة للمدينة المنورة وبقية مدن المملكة، كما قام رحمه الله بالتوسع في افتتاح الجامعات بمختلف تخصصاتها في عموم المناطق ومحافظات المملكة والتوسع في البرامج التنموية القائمة في مختلف المجالات.
رحم الله الملك عبدالله وغفر له وتغمده بواسع رحمته وجعل ما قدمه من خير وعمل صالح في ميزان حسناته، والحمد لله على قضائه وقدره، وعزاؤنا لأبنائه وأسرته جميعاً، سائلين المولى أن يخلفه في عقبه خيراً إنه سميع مجيب.
ومما نحمد الله ونشكره عليه انتقال السلطة في بلادنا من السلف إلى الخلف بسهولة وسلاسة ولذا فقد تم تسليم زمام السلطة للملك الموفق الذي عرفه شعبه والعالم بأنه صاحب الرأي السديد والسياسة والحكمة والبصيرة النافذة رجل الدولة علماً وحنكة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود كلل الله أعماله بالنجاح وأيده بالعزم والتمكين وأمد في عمره وأبقاه ناصراً للعدل والحق وناصراً للدين والقضايا الإسلامية والعربية وقضايا الدفاع عن الحقوق الإنسانية.
ومن شواهد الحزم لمليكنا المفدى سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أيده الله حرصه على تثبيت قواعد الأمن في المملكة وجعلها تسير بثبات وقوة ما قام به أيده الله في إصدار الأوامر الملكية الرشيدة المتضمنة تعيين صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولياً للعهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء وفقه الله وأعانه، وتعيين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولياً لولي العهد ونائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء بالإضافة إلى عمله وزيرا للداخلية أعانه الله وسدد خطاه، وتعيين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان وزيراً للدفاع ورئيساً للديوان الملكي ومستشاراً خاصاً لخادم الحرمين الشريفين وفقه الله وسدد خطاه.
وهذه الأوامر الملكية الكريمة لا شك أنها تعزز ما عليه مملكتنا الغالية ولله الحمد من قوة وثبات وأمن واستقرار وتعطي دلالة واضحة على اهتمام قائدنا ومليكنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أيده الله على كل ما يعزز مكانة المملكة في الداخل والخارج وذلك وفق منظومة محكمة قائدها وربانها مليكنا ومن ورائه رجالات الدولة والشعب السعودي الوفي المخلص، فكلهم يد واحدة ولحمة واحدة ولله الحمد، شعارها التوحيد والتمسك بالعقيدة الصافية والطاعة والولاء لله ثم للمليك والوطن.
أدام الله على بلادنا نعمة الأمن والاستقرار والرخاء في ظل القيادة الرشيدة.
وصلى الله وسلم على نبينا ومحمد وآله وصحبه وسلم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
د.علي بن مرشد المرشد - الرئيس العام لتعليم البنات سابقاً