لقد افتقد الوطن والأمة العربية والإسلامية قائدا مميّزاً وزعيما استثنائياً، اكتسب شعبية كبيرة على مستوى العالم وأبقى في القلوب بصمات ناصعة البياض، كان من أولوياته واهتماماته - رحمه الله - بدينه وأبناء شعبه ورفعته في كل المحافل، والارتقاء بشبابه وإعطائه الفرص التعليمية المتنوعة داخل المملكة بإنشاء المزيد من المدارس والجامعات، وخارجياً الالتحاق ببرامج الابتعاث المجاني في أفضل الجامعات العالمية.
تعددت الألقاب التي هو أهل لها بفضل تلك الأعمال الجليلة والإنجازات العملاقة التي تمت في عهده الزاهر في مختلف المجالات، وقد سُميّ عهده عهد الإنجازات الكبرى وارتبط اسم الفقيد - رحمه الله - بالإصلاحات والتطوير في كثير من أنظمة الدولة وهياكلها وإنشائه المدن الاقتصادية، ومشروع ربط المملكة بالسكك الحديدية بالإضافة لقطار المشاعر وقطار الحرمين ومترو الرياض، ودعمه مختلف المشروعات في جميع مناطق المملكة التي شهدت تطورات مذهلة أسهمت في تسريع عجلة التنمية في الوطن، كما أطلق - طيَّب الله ثراه - مبادرة الحوار الوطني، وبين الأديان على مستوى العالم، وقد أجمع أبناء هذا الوطن الكريم على قربه من القلوب ومساندته للحق ونصر المظلوم واهتماماته الكبيرة بقضايا المسلمين ودعمه للمؤسسات الدعوية والخيرية والإغاثية، إنّ لهذا الملك الإِنسان الحاكم الصالح المصلح مكانة كبيرة في قلوب شعبه والأمتين العربية والإسلامية والعالم، فشخصيته المحبوبة ذات البساطة والصدق والعفوية ملك بها القلوب، فهو يشعرك بأنه مواطن مثلك وصديق لك يشاركك الهموم والتغلب على حلها لإسعادك، حتى إن ابتسامته تلامسك بالأمل فهو ذو قلب رحيم وأب حنون يتلمّس احتياجات شعبه كباراً وصغاراً شيباً وشباباً، ودعمه المتواصل لكل المطالب والاحتياجات التي شملت جميع مناطق المملكة وما يتبعها من مدن ومحافظات، واستطاع أن يحصل أكثر من مرة على مراتب متقدمة ضمن أكثر الشخصيات تأثيرا في العالم ونيله العديد من الشهادات والأوسمة التي تشيد بمبادراته والعلاقات الدولية في تحقيق مبادئ الأمن والاستقرار والسلام والوئام، حتى إنه قبل وفاته بأيَّام قام بمبادرة تاريخية تدعو إلى وحدة الصف الخليجي والعربي وتعزز أواصر الوحدة والمحبة والإخاء، وحاز على لقب حكيم العرب نظراً لدوره الكبير في دعم الشعوب العربية والعمل على وحدة الأمة العربية وعدم تشتتها، وذلك في استطلاع للرأي أجرته منظمة الشعوب والبرلمانات العربية.
إنّ القلب ليحزن وإنّ العين لتدمع ولا نقول إلا ما يرضي ربنا « إنّا لله وإنّا إليه راجعون «. نسأل الله بمنّه وكرمه أن يحفظ حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير مقرن بن عبد العزيز وسمو ولي ولي عهده النائب الثاني وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز وأن يمدهم بعون من عنده ويسدّد على الخير خُطاهم.
- بدر بن عبدالكريم السعيد