بكاك سحاب الجود والحلم والعزمُ
ونبض قلوب الناس والرحب والسلمُ
بكاك مطاف البيت شيّدت ركنه
بكاك جميع الشعب والأرض والنجمُ
فحمداً لرب الكون أرجوه رحمة
لراحلنا المحبوب في جنة يسمو
أبو متعب رمز السماحة والوفا
وسيف بطولات الفتوح له الغُنْمُ
رحلت عن الأنظار أمّا قلوبنا
فاسمك لم يرحل يجيش به الرسمُ
وكنت خدين الذكر يحبوك منزلاً
على الهدي فياضاً وأنت به الشهمُ
بأذني وقع النعي يجري بمهجتي
تداعت له الأعضاء والفكر والعظمُ
تركت جروح الفقد في جسم أمةٍ
وأنت لها الآسي ولن ينكر الجسمُ
نقشت بشهد الروح عهداً نعيشه
تغنت به الأيام في شدوها الحلمُ
كإشراقة الإصباح تفترّ عن سناً
يباشر غرس الروض من ضوئه ينمو
نظرتَ فهلّ الطرف كالوبل راحما
وروحك أسّ الفخر يرسلها الهمُ
كسوتَ ديار العرب عزاً ومنعة
وقلبك مفضال يجلله الغمُّ
تدثرت ديباج التواضع ترتقي
بمعراجه للمجد طاب لك الوسمُ
أبٌ أنت في ثوب الإخاء مكرم
أخ أنت في سمت الأبوة كم تسمو!
على بر مرسى الأمن ترسو بعالم
تموج به الجُلَّى ويغرقه اليمُّ
غسلنا بشكر الله أحزان مأتم
ومن منبع التحميد يقتطع النظمُ
رحلتَ.. عزاءُ الكل سلمان صنوكم
سيكمل ما في العهد مشرعه العزمُ
- شعر: يحيى جبران معيدي
الجمعة 3-4-1436هـ