فلسطين المحتلة - بلال أبو دقة - رندة أحمد - الجزيرة:
اعتقلت قوات من جيش الاحتلال الإسرائيلي فجر أمس الاثنين خمسة فلسطينيين من مدينة الخليل، جنوب الضفة الغربية المحتلة..
وأفادت مصادر الجزيرة المحلية أن من بين المعتقلين ثلاثة من الفتية الذين لم يبلغوا سن الرشد بعد، وقد داهمت قوات الاحتلال عدة مناطق في الخليل وفتشت المنازل ما تسبب في حالة رعب في صفوف الأطفال والنساء كما داهمت قوات الاحتلال عدة أحياء بمدينة الخليل، ونصبت حواجزها العسكرية على مداخلها.
في غضون ذلك، لا يزال القلق يعتري عائلة المواطن الفلسطيني «علي الخطيب، والد الطفلة» ملاك الخطيب -14 عاما- التي حكمت عليها «محكمة عسكرية إسرائيلية» بالسجن الفعلي لمدة شهرين، ودفع غرامة مالية بقيمة 6000 شيكل «1500 دولار أمريكي».
وما أن نطق القاضي الإسرائيلي بالحكم، فانهمرت دموع الطفلة الأسيرة على وجنتيها، وارتجفت أطرافها خوفًا من الجنود المحيطين بها المدججين بأسلحتهم، والذين سيعودون بها لزنازين الاعتقال، فيما كان الوالدان ينظران إليها في قاعة المحكمة من بعيد، يتشوقان لاحتضانها، ومسح دموعها، وبث بعض من الأمان على قلبها الصغير.
وكانت الطفلة ملاك اعتقلت لدى عودتها من المدرسة إلى بيت عائلتها «وهي مرتدية مريول المدرسة»، حين أوقفها جيب عسكري، واعتقلوها واعتدوا عليها بالضرب، وعرضت ملاك على «المحكمة» أربع مرات، ووجهت لها ثلاث تهم، وهي إلقاء الحجارة، وقطع شارع عام، وحيازة سكين.
وباتت ملاك أصغر أسيرة فلسطينية في سجون الاحتلال الذي يعتقل 197 طفلاً فلسطينيًا شهريًا وفق إحصاءات عام 2014.
ووقفت الطفلة ملاك للمرة الرابعة أمام قاضي محكمة عوفر الإسرائيلية، لتستمع إلى قرار حبسها شهرين، وبالرغم من تماسكها إلا أنها انهارت لحظة سماع النطق بالحكم، الذي أصدره «قاضي» عسكري، فبكت الطفلة، ويداها وقدماها مكبلتان بالأصفاد، وموضوعة في القفص.. يقول والد الطفلة: «إن السلطات الإسرائيلية أحضرت طفلته للمحكمة وهي مقيدة اليدين والرجلين، متجاهلين طفولتها ولين جسدها وضعفها».
وخلال المحاكمة، حاولت العائلة الاستفسار عن صحة ابنتهما الصغيرة، وإعطائها معطفًا كونها كانت تشعر بالبرد، ولكن جنود الاحتلال والمحكمة رفضوا ذلك، ومنعوا الأب والأم من الاقتراب من طفلتهما الصغرى..
وأضاف والد الطفلة: بعد مناشدات وتوسلات سمح لنا الاحتلال أن نتحدث لدقيقتين فقط مع ملاك في قاعة المحكمة، وعندما سألناها لماذا تبدو بهذا الشكل قالت لنا إنها كانت مريضة، وأخبرتنا أيضًا أن الأسيرات يعتنين بها ويوفرن لها الملابس.
أما والدة الطفلة - خولة الخطيب - فأكدت أن ابنتها -ملاك-، التي تدرس في الصف الثامن الأساسي، خرجت إلى المدرسة ومعها دفتر وقلم فقط لتقديم امتحان اللغة الإنجليزية الأخير في الفصل الأول، وعندما خرجت مع زميلاتها اعتقلتها قوات الاحتلال..
في غضون ذلك، نقلت محامية هيئة شؤون الأسرى- حنان الخطيب- شهادات من الأسيرات الفلسطينيات القابعات في سجن الشارون للنساء (21 أسيرة) حول تعرضهن للضرب والتعذيب خلال اعتقالهن وللمعاملة القاسية داخل السجن.
وقالت الأسيرة - لينا الجربوني- المحكومة 17عامًا أن الأسيرات يعانين من برودة غير طبيعية في القسم الذي يتواجدن فيه، وترفض إدارة السجن إدخال ملابس عبر الأهل وأغطية شتوية.
وقالت الأسيرة - لينا الجربوني-: «إن الأسيرات يعانين من برودة شديدة خاصة أن الشبابيك مغلقة من خلال قطعة بلاستيك وتتسرب منها الرياح الباردة وان غالبية الأسيرات يعانين من أوجاع في الظهر نتيجة البرد.
كما اشتكت الأسيرة الفلسطينية «أمل طقاطقة» من عدم تقديم العلاج لها حيث أصيبت على يد الجنود الإسرائيليين خلال اعتقالها، وهي مقعدة وتتنقل على كرسي متحرك ولا تستطيع المشي وتحتاج إلى رعاية طبية.
هذا واشتكت الأسيرة «سمارة زين الدين « من عدم تقديم العلاج لها حيث تعاني من وجود أورام في صدرها.
كما أفادت الأسيرة «لينا خطاب» أنها تعرضت للإهانات والضرب خلال اعتقالها على يد الجنود الإسرائيليين، حيث قام أحد الجنود بالاعتداء عليها وتمزيق ملابسها وتوجيه الشتائم البذيئة لها.
إلى ذلك، أفادت الأسيرة «ياسمين شعبان» أنها تعرضت لمعاملة قاسية وتعذيب في معتقل الجلمة الإسرائيلي عند اعتقالها، وقالت إنه تم شبحها على كرسي مقيدة بالسلاسل مدة طويلة، وأنه تم خلال التحقيق اعتقال زوجها وأولادها..