في صباح يوم الجمعة من اليوم الثالث من الشهر الرابع من عام ألف وأربعمائة وخمسة عشر من الهجرة انطوت صفحة ذهبية من صفحات التاريخ, سطرت أسمى آيات التعاون والإخاء, والإنجازات الزاخرة التي يلهج بها أفراد الأُمتين بل حتى العالم بأسره. تميز فقيدنا الملك عبدالله بن عبدالعزيز بإنجازات فريدة، اهتم بمجالات لم تعهد اهتماماً من قبل, من ضمنها إطلاق البرامج والحوارات التي أدت إلى نقلة نوعية، بل وثبت بمختلف المجالات إلى القمة؛ إذ عم أرجاء البلاد الازدهار شرقاً وغرباً بعزم وفخر وثبات. فقد شهدت كل زاوية بل كل بقعة من بقاع هذه المملكة التطور المنشود من هذا الملك المعطاء, الذي وقف طيلة عهده موقف الأب الحاني الذي يشارك أبناءه بشتى ما يجده مناسباً لمتطلباتهم؛ إذ حظي المجال الرياضي بدعم لا مثيل له نظراً لتهافت الشعب على هذا المجال, وتتالت المعطيات المادية والمعنوية دعماً وتعزيزاً.
كما كان للمرأة نصيب من هذا الاهتمام؛ فقد كان دعم المرأة دعماً منقطع النظير منذ بداية المملكة العربية السعودية؛ إذ دعم اهتمامه هذا - رحمه الله - بقوله إن المرأة تشكل نصف المجتمع, فقد وفّق بين الشريعة ومتطلبات العصر الحديث, وساهم بالمشاريع الخيرة والعون والمعونة داخل البلاد وخارجها.
وقف - رحمه الله - موقف الدائب على عمل الخير والحاث على استتباب الأمن والأمان ونشر السلام, حَكَم المملكة بصدق وحزم وعطف, لن ننسى ولن ينسى التاريخ صدمة تلقّى خبر وفاة والدنا الحنون المعطاء ذي اليد البيضاء, والروح السخية التي لا تأبى العطاء. ها نحن نسأل الله له الثبات والدرجة العليا من الجنة, فقد كان كفؤاً لحمل مسؤولية هذه المملكة على عاتقه الشريف بأعبائها وبكل ما تتطلب من جهود بكل صبر وتسامٍ.
وتوالت الإنجازات، إنجاز يتبع إنجازاً، وعطاء يتبع عطاء، بوجه بشوش وروح رؤوفة، لامست رأفتها قلوب شعبه.
أمر الله نافذ لا محالة, أمر الله لا مرد له. أسأل الله أن يلهمنا الصبر والسلوان، وأن يأخذ بأيدي ولاة أمورنا لما يسمو بمملكتنا لأعلى المراتب الدنيوية والأخروية. جميعنا ما زلنا ندمع حزناً, لكن بكل تفاؤل وابتهاج يزف تاريخ المملكة العربية السعودية ملكاً جديداً إلى عرشه، راجين الله أن يزخر عهده بإبداعاتٍ لا نهاية لها, ويبقى الملك عبدالله بن عبدالعزيز نبراساً في قلوب شعبه لا ينطفئ أبداً، ويبقى خُلقُه الكريم تاجاً على جبين المملكة العربية السعودية بكل فخر وتفانٍ.
حنان عبسي - الطائف