الجزيرة - المحليات:
لعل الأطفال المعوقين هم الأكثر افتقاداً لمليكهم ووالدهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - طيب الله ثراه -، فالفقيد الغالي كان على مدى سنوات أباً رحيماً وراعياً دؤوباً لقضيتهم واحتياجاتهم، وشهدت المملكة العربية السعودية تحت قيادته - غفر الله له - نقلة متميزة في التعاطي مع قضية الإعاقة وقاية وتأهيلاً ورعاية وحقوقاً.
إن السنوات العشر الأخيرة حملت الكثير لأبناء هذه الفئة الغالية، وتوالت المكرمات والأنظمة والقرارات التي تضمن لهم حياة كريمة، ورعاية مستمرة، ودعماً متنوعاً يتراوح ما بين مخصصات مالية، وفرص للتعليم والابتعاث، ومراكز رعاية وتأهيل متعددة ومتطورة، وأولوية في التوظيف والإسكان، وتطوير للمرافق العامة، وتسهيلات في الانتقالات، وبرامج علمية وبحثية لتحجيم آثار الإعاقة وتجاوز سلبياته.
وتجسد مواقف الفقيد الغالي الملك عبد الله - رحمه الله - تجاه قضية المعوقين بصفة عامة وجمعية الأطفال المعوقين بصفة خاصة، تجسد إحدى سمات الإنسانية في شخصيته المتفردة والتي انعكست على التوجهات والسياسات الاجتماعية للمملكة.
والتقرير التالي، والذي أعدته جمعية الأطفال المعوقين يرصد بعضاً من مبادرات الفقيد الغالي تجاه قضية الإعاقة والمعوقين..
فقد برز دور خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله - ومنذ كان ولياً للعهد في هذا الصدد، ويذكر في هذا الإطار حرصه - طيب الله ثراه - على رعاية حفل افتتاح مركز رعاية الأطفال المعوقين بجدة عام 1420هـ, والذي أطلق عليه اسمه الكريم وفاءً وعرفاناً لما قدمه من دعم لهذا المشروع الإنساني.
هذا، وقد شرف الفقيد الغالي جمعية الأطفال المعوقين بقبول جائزتها للخدمة الإنسانية في دورتها السادسة هذا العام (1430هـ -2009م) وذلك لرصيده الحافل في دعم الجمعية ورعاية قضية الإعاقة والمعوقين، وجاءت حيثيات الجائزة كالتالي:
أولاً: دعم مقامه الكريم لجمعية الأطفال المعوقين على أكثر من صعيد:
1 - إصداره الكثير من الأوامر السامية الكريمة التي أثمرت تقديم الدعم العيني والمادي والمعنوي للجمعية ومشروعاتها ولقضية الإعاقة والمعوقين بشكل عام.
2 - مبادراته الشخصية الكريمة بتقديم الدعم المادي لمراكز الجمعية ومشروعاتها الخدمية.
3 - تبنيه لمشروع وقف الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز بمكة المكرمة ودعمه بالنصيب الأكبر من قيمة الوقف.
4 - تفضله برعاية حفل افتتاح مركز الجمعية بجدة وموافقته الكريمة على إطلاق اسمه على المركز.
5 - إصدار توجيهاته الكريمة لجامعات المملكة لتعضيد مسعى الجمعية في توطين الوظائف التخصصية التأهيلية التي تعاني ندرة عالمياً.
6 - مساندته الكريمة ودعمه لصدور مشروع النظام الوطني لرعاية المعوقين في المملكة العربية السعودية.
ثانياً: اهتمام ودعمه - رحمه الله - لقضية الإعاقة واحتياجات المعوقين، وتجسيده القدوة في ذلك، ومن بعض الشواهد:
1 - صدور الأمر السامي الكريم بمضاعفة الإعانة السنوية الحكومية المقدمة للمشمولين بالضمان الاجتماعي.
2 - منح المعوقين الأولوية في قروض بنوك التسليف وفي منح الأراضي.
3 - تخصيص نسبة من وحدات الإسكان الخيري للمعوقين.
4 - صدور الموافقة الكريمة على احتساب توظيف المعوق بما يعادل توظيف أربعة سعوديين عند تطبيق نسبة السعودة.
5 - توجيهه الكريم بإنشاء مستشفى تخصصي للأطفال؛ ليكون مرجعية تشخيصية وعلاجية تسهم - بمشيئة الله - في تفادي الكثير من حالات الإعاقة ودعم الفحص المبكر.
6 - التوجيه الكريم بتسهيل قبول المعوقين في الجامعات.
7 - موافقة مجلس الوزراء على إعفاء عدد من المستلزمات الخاصة باستخدام المعوقين من الرسوم الجمركية.
8 - صدور العديد من القرارات المتعلقة بتوفير التسهيلات في المرافق العامة والمنشآت الحكومية والحرمين الشريفين التي تمكن المعوقين من تسيير حياتهم باستقلالية.
ويشير التقرير إلى أنه وبإطلالة سريعة على واقع قضية الإعاقة وحقوق المعوقين في المملكة العربية السعودية - في عهد الفقيد الغالي - نرى أنه تم إحداث نقلة تاريخية تتمثل في:
- صدور النظام الوطني لرعاية المعوقين، والذي يتضمن منظومة من الحقوق والخدمات لهذه الفئة من المجتمع.
- إنشاء العشرات من مراكز الرعاية المتخصصة تقدم خدمات متكاملة ومجانية في العديد من مناطق المملكة.
- استحداث أقسام في الجامعات والكليات السعودية متخصصة في شئون العلاج والتعليم والتأهيل للمعوقين لسد العجز في الكفاءات الوطنية العاملة في هذه المجالات.
- تبني أول جائزة دورية تمنح في مجال الإعاقة تضم فرعي الخدمة الإنسانية والتميز للمعوقين، إضافة إلى جائزة خاصة للبحث العلمي في مجال الإعاقة تتشرف بحمل اسم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز.
- تطبيق برنامج دمج الطلاب والطالبات المعوقين في مدارس التعليم العام في المناطق كافة بنجاح ملموس وبإشراف وزارة التربية والتعليم.
- تطبيق برنامج توظيف المعوقين في منشآت القطاع الخاص بالتعاون مع عدد من الجهات، ودعم الدولة لهذا البرنامج متمثلاً في قرار وزارة العمل.
- تقديم خدمات رعاية شاملة متكاملة لعشرات الآلاف من المعوقين في جميع مناطق المملكة..
- توفير منظومة من التسهيلات والخدمات للمعوقين في المنشآت العامة والمرافق والمؤسسات الحكومية، وتوفير المركبات الخاصة بالمعوقين بدعم كريم من حكومة خادم الحرمين الشريفين.
- صدور موافقة مجلس الوزراء على نظام الوصول الشامل.
- تطبيق برنامج الفحص المبكر، الأمر الذي مكَّن من تفادي العديد من حالات الإعاقة.
- تعاظم الاهتمام بتنظيم الندوات العلمية المتخصصة وورش العمل والتدريب المستمر.
- طرح العديد من البرامج الإعلامية والتوعوية من خلال وسائل الاتصال المسموعة والمرئية والمقروءة.
- بناء شراكات إستراتيجية بين مؤسسات العمل الخيري العاملة في مجال رعاية المعوقين مع كبريات منشآت القطاع الخاص في المملكة.
- تطبيق برامج علاجية وتعليمية وتأهيلية مبتكرة، والنجاح في تعميمها على مستوى الوطن.
- دعم برنامج الابتعاث الخارجي للمعوقين، وللدارسين في مجالات الإعاقة.
- بناء قاعدة من التنسيق والتكامل مع الجهات ذات العلاقة (مراكز متخصصة، مستشفيات، جامعات، هيئات طبية وتعليمية وبحثية وخيرية).
- النجاح في توطين وظائف الأقسام التعليمية والتأهيلية بالعديد من مراكز الرعاية.
- شروع مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية في تنفيذ مشروع مركز المعلومات الخاص بالمعوقين برعاية وزارة الشئون الاجتماعية تنفيذاً للتوجيهات الكريمة.