{كُلُّ نَفسٍ ذائقَةُ الموْت}. {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ}.. صدق الله العظيم.
ورحل عبدالله بن عبدالعزيز الملك الإنسان رجل الحكمة والعدل والإحسان، صاحب المواقف والنزاهة والصدق ورجاحة العقل ونكران الذات. رحل رجل الدولة بنظرته الثاقبة في اتخاذ القرار، رحل فقيد الأمة العربية والإسلامية نصير المغلوبين والمظلومين.
رحل بعد أن وهب صحته ووقته وجهده واهتماماته لتأمين حياة كريمة لوطنه ولمواطنيه، رحل بعد أن شرف الحرمين الشريفين بالتوسعة الهائلة التي أصبحت حديث العالمين، ورحل خادم الحرمين الشريفين بعد أن أرسى خارطة التنمية المستدامة لبلاد الحرمين.
كان مقداماً شجاعاً لا يخشى في الحق لومة لائم، وكان وظل أميناً في فعل الخيرات وحل الأزمات بعقل راجح وصبر لا ينفد وصدر لا يضيق.
وهكذا سطر بسيرته العطرة سجلاً حافلاً بالمنجزات والمناقب الطيبة، فبكاه الوطن ورثته الأمم، وسيبقى رمزاً شامخاً في طيات تاريخ يقرؤه الجميع وتتبناه الأجيال ليضيء الطريق عدلاً وقامة ورفعة وبساطة وإنصافاً.
رحل تاركاً بصمته في كل شبر من بلادنا الطاهرة، رحل حبيب القلوب وحامي العروبة ونصير المسلمين بعد أن أدى ما يسره الله له من إصلاح ذات البين بين الأشقاء، وظل رأيه السديد الطريق الآمنة للخروج من الأزمات والشدائد وقت الضيق فاستحق عن جدارة ثقة ومحبة الحكام والشعوب.
ورحل الأب القائد الملهم الرشيد معطياً بسخاء، مضحياً بآلامه الجسدية من أجل إرساء العدل والمحبة وبسط الأمن والأمان، محققاً أعلى درجات الرفاهية والاستقرار لوطنه الذي عشقه ولمواطنيه الذين أحبوه.
لقد كان -رحمه الله- رائعاً في كل شيء، وكان جديراً بالاحترام، وكان أكثر الشخصيات تأثيراً في العالم برأيه المستنير بعد أن جعل المملكة رقماً مهماً في قائمة الأمم والشعوب.
رحل خادم الحرمين الشريفين والعالم العربي والإسلامي في أمس الحاجة لحكمته وحنكته وشجاعته وعدله وإنصافه، ولكن يبقى قضاء الله وقدره فوق إرادة الجميع.
إنا لفراقك -أبا متعب- لمحزونون، ولا يسعنا في فجيعتنا التي قدرها الله إلا أن نتقدم بخالص العزاء إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز وولي ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، وإلى أنجاله الصابرين وأبنائه المواطنين وإلى أصحاب السمو الأمراء وإلى الشعب السعودي كافة، وإلى الأمة العربية والإسلامية، وإلى نفسنا المكلومة بأحر آيات العزاء، سائلين المولى عزَّ وجل أن يتغمد فقيدنا الغالي وفقيد الأمم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بواسع رحمته وأن يسكنه مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً، وأن يلهمنا الصبر والسلوان.
{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز وولي ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز.. نبايعكم على العهد والوفاء والولاء وعلى السمع والطاعة نسير خلفكم، سائلين المولى عز وجل أن يوفقكم ويسدد خطاكم لما فيه مصلحة الوطن والمواطنين والأمة العربية والإسلامية.
- رجل أعمال