من أقصى بلاد المشرق إلى المغرب تصادت أنباء غياب روح محبوب الشعب ملك الإنسانية سيدي ووالدي بابا عبدالله كما اعتاد الصغير قبل الكبير أن يلقبوه.. إنسان.. أمير.. ملك.. خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله.
بقلوب مليئة بالحزن لفقدان روح ملك العرب فإني أرثي وأعزي الشعب السعودي والمسؤولين كافة في القطاعات العامة والخاصة، سائلين المولى -عز وجل- أن يتغمد فقيد الأمة بالرحمة والغفران، فلقد كان -رحمه الله- شخصية عظيمة قد أثرت في جميع شعوب العالم بثقافته الواسعة ومحافظته على تعزيز دور المملكة على الصعيد الإقليمي والعالمي في توطيد العلاقات المتينة مع زعماء وقادة الدول، فقد اتسم الملك عبدالله -رحمه الله- بالتواضع بتصرفاته العفوية البسيطة والميل الفطري في العطف، ومد يد العون لجميع الفقراء، من خلال زيارته للأحياء الشعبية، بعيدا عن التكلف، مما أكسبه قرب ومحبة الشعب له، وأيضا برز -رحمه الله- بالحنكة الظاهرة في إدارة الإنجازات العظيمة في عهده بإكساب المرأة العربية السعودية مكانة مرموقة في قطاع الدولة للسماح لها بعضوية مجلس الشورى، وتظهر شموليته وتكامله في تفانيه بالمحافظة على ثقافة الحوار لتبادل الثقافات، حينما أمر بإنشاء مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، وحرصا من الملك عبدالله -رحمه الله- على تحقيق مبادئ العدالة والإنسانية بين أفراد المجتمع، بالتمسك بالقيم الدينية والشرعية، حيث أمر بإنشاء هيئات وطنية لمكافحة الفساد، فلن أستطيع أن أعدد أو أحصي الإنجازات في عهده، فهي موسوعة خير، امتد اتساع رقعتها داخل وخارج البلاد، جميع المفردات والكلمات تعجز عن وصف ما في قلوبنا من حب خالص وتقدير لرجل عظيم قريب من شعبه جمع بين التفاني، والعطاء المتنامي، والنزاهة، رجل عظيم لن ينساه شعوب العالم ولا التاريخ.
لمياء الصميت - المنطقة الشرقية - الدمام