المدينة المنورة - علي الأحمدي:
سيطرت مشاعر الحزن والأسى على كافة المواطنين والمواطنات بالمملكة إثر الإعلان عن وفاة ملك القلوب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود وفي المدينة المنورة أجمعت آراء من التقتهم «الجزيرة» على أن وفاة الملك عبدالله تعد خسارة كبرى للوطن وللأمتين العربية والإسلامية بل وللعالم أجمع بفقدان شخصية عالمية فريدة كان لها ثقلها ومكانتها, وقالوا إن إنجازاته وجهوده التي شملت القاصي والداني سائلين الله تعالى أن يتغمده برحمته ويسكنه فسيح جناته.
كما أجمعوا على المبايعة الكريمة وولائهم التام لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود, وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود.. وولي ولي العهد وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود, سائلين الله عز وجل أن يوفقهم ويعينهم على تحمل هذه المسئولية العظيمة, وأن يديم على بلادنا نعمة الأمن والأمان في ظل قيادتها الرشيدة.
وقال الدكتور الشيخ مسعد بن مساعد الحسيني وكيل عمادة شؤون الخريجين بالجامعة الإسلامية وإمام وخطيب مسجد القبلتين: لقد رزئت الأمة الإسلامية جمعاء بفقد قائد فذ من قادتها، وهامة سامقة من هامات العز والسؤدد، إنه سليل المجد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز رحمه الله، الذي فرض بكريم شمائله محبته على قلوب الجميع، وسطر بمداد الفخر عزا، ومجدا، وعطاءً، سيذكره له، وبه، تاريخ أمته المجيد، إنه الملك الهمام، سديد الرأي، حديد العزم، بليغ الكلمة، صائب القرار، كريم العطاء، رجل المواقف.
قاد بلاده في عالم مضطرب إلى بر الأمان، والرخاء، وارتقى به في شتى نواحي الحياة سياسةً، وتعليماً، واقتصاداً.
وقال الحسيني: اليوم يتسلم زمام الأمور، ويتقلد وسام خدمة الحرمين الشريفين، الملك الكفء، الحكيم، الرحيم: سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ملكا للبلاد، والأمير مقرن حفظه الله وليا للعهد، والأمير محمد بن نايف حفظه الله وليا لولي العهد، في انسيابية وسلاسة وانتظام أمور عظيمة في مدة وجيزة؛ إذ ينام الشعب وولي أمره الملك عبدالله رحمه الله، ويستيقظون وولي أمرهم الملك سلمان حفظه الله، مما يعتبر مثالا للاستقرار، والانتظام، والتفاهم، والصفاء.
فيما أشار الشيخ سلامه بن رشدان الجهني شيخ قبيلة الكلبة من جهينة إلى أن وفاة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله تمثل خسارة كبيرة وأن مصابنا عظيم في فقده - يرحمه الله - وليس لنا إلا التسليم بقضاء الله وقدره والرضا بذلك. وقال الجهني إن الحديث عن مآثر هذا الملك تحتاج للكثير فهي كبيرة وعظيمة جعلها الله في موازين حسناته، فقد شملت كافة الجوانب والمجالات في وطنه وتجاوزت الشأن المحلي إلى الشأن العربي والإسلامي حيث كانت له مواقف كبيرة يذكرها الجميع ومواقف مشرفة لا يمكن لأي دارس أو باحث تجاوزها، فرحم الله الملك عبدالله وأسكنه فسيح جناته ووفق خلفه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز لإكمال المسيرة على نفس النهج الواضح الذي اختطه مؤسس هذا الكيان الكبير الملك عبد العزيز - رحمه الله -.
أما الأستاذ عبدالغني ناجي القش الإعلامي والكاتب الصحفي ممثل هيئة الصحفيين السعوديين بمنطقة المدينة المنورة فقال: عاش الشعب لحظات عصيبة حبس فيها أنفاسه وتملكته الدهشة وعاش برهة من الذهول جراء هول المصاب بفقد الملك القائد عبدالله بن عبدالعزيز وليس المجال مجال تكرار لذكر مآثره، فهي أكثر من أن تحصى، في تأكيد واضح لمكانته، وإثبات لعلو شأنه، أسبغ الله عليه شآبيب المغفرة. وقال القش سأتناول الجانب الإنساني في شخصيته، فقد كان يؤكد أن دستور هذه البلاد هو الكتاب والسنة، كما كان يؤمن إيمانا تاما بمبدأ الحوار، ونتج عن ذلك تأسيسه لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني وأولاه جل عنايته واهتمامه.
أما تعامله مع شعبه فقد كان يحمله في قلبه؛ لا لشيء إلا لأنه كان يعتبر أبناء هذا الشعب هم أبناؤه.
والدعوات مخلصة، والأكف ترتفع ضارعة إلى الله لمقام الملك سلمان بن عبدالعزيز بأن يمده بعونه وتأييده، ولولي عهده الأمين بأن يعينه على حمل أمانة الوطن، ولسمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن نايف، أدامهم الله عزا للإسلام وذخرا للمسلمين، ودامت بلاد الحرمين آمنة مطمئنة.
من جانبه قال الأستاذ محمد سلامه رشدان: إن الصور التي رصدها العالم عن حجم الحزن والأسى الذي عاشه السعوديون وشاركهم المحبون لهذه البلاد وهم كثر - ولله الحمد - تعطي أي متابع أو قارئ لسير الأحداث مدى قوة التلاحم بين قيادة هذه البلاد ومواطنيها وهذا التلاحم هو غرس المؤسس الباني الملك عبد العزيز - رحمه الله -.
وقال الدكتور خالد عبدالقادر دقل إن مصابنا كبير بفقد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز - رحمه الله - الذي كان خير زعيم لهذا الوطن حيث استطاع خلال سني حكمه الزاهرة أن يحقق الكثير من المنجزات والمآثر التي ستبقى محفوظة في ذاكرة شعبه ومدونة بمداد من ذهب في سجلات التاريخ لهذا الزعيم العظيم, وقال إن ما يجبر القلوب ويخفف الأسى أن ولي أمرنا الحالي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - له بصمات لا تعد أو تحصى في خدمة دينه ودولته كان عضيدا لإخوانه من قبل ومشاركا في القرارات الوطنية من خلال قربه السياسي وبعد نظره وحسن بصيرته.
فيما قالت المشرفة العامة على فرع الجمعية بمنطقة المدينة المنورة شرف بنت أحمد القرافي: برحيل والدنا الغالي يمتزج إيماننا بقضاء الله وقدره بمشاعر طمأنينتنا لما كرمه الله به من محبة الناس له, فهو الذي حمل هم الإنسان أينما كان هذا الإنسان, وهو الذي لم تزده القيادة والجاه والزعامة إلا إيماناً بالله واقتداءً برسوله صلى الله عليه وسلم في حب الخير ولين الجانب وسلامة القلب وبذل المعروف وإغاثة المحتاج ونصرة المظلوم والشجاعة في الحق وعفو القادرين وتسامح الكرماء وصفح الأقوياء وتواضع الكبار, وقالت يفتقده اليوم الوطن والعالم العربي والإسلامي ويخفف فقده أن من خلفه هو خير خلف لخير سلف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز أطال في عمره ووفقه وولي عهده الأمير مقرن بن عبد العزيز وولي ولي العهد الأمير محمد بن نايف لما فيه الخير وأن يسدد على طريق الحق والعدل خطاهم.