فاضت روح القائد الباني الملك عبد الله بن عبد العزيز - يرحمه الله - الذي أراد الله أن يصطفيه إلى جواره بعد أن ملأ عينيه من ثمرات الغرسة التي انتزعها من أرضها ليزرعها في أرض خصبة من الإيمان، وفي جو نضير من المعرفة، وفي دنيا مشرقة من الفضائل والمكارم، وقد مضى يبذل لنا من ذات يده ومن ذات روحه العون والنصح والإرشاد، ويشقق لنا مسارب الإنجازات ودروب التقدم والنماء، وفي عهده جعل المملكة أرض الخير والنماء، تحلق على جناحين من العلم والتقوى، تسابق دول العالم وتكون هي السابقة؛ فقد أصبحت في عهده ناراً على قُنة علم, ترعى المسلمين في أرجاء الدنيا الواسعة فتحس بما يحسون به من ألم, فتغدق العطاء دون مَنٍّ أو رياء.
فخبر وفاته - يرحمه الله - خبر عز علينا مسمعه، وأثر في قلوبنا موقعه، ونقول إنما هي سنة الحياة، وإن لكل شيء أجلاً موقوتاً، وإن لكل أجل سبباً مقدوراً.
وإني لأرفع أحر التعازي والمواساة إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ولولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز - حفظهم الله - وللأسرة الحاكمة ولشعب المملكة العربية السعودية كافة، وأسأل الذي فجعنا بموتك وابتلانا بفقدك أن يوسع لك في قبرك، ويغفر لك يوم حشرك، ويثيبك على ما قدمت لشعبك وأمتك.. وأسال الله جل جلاله أن يوفق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين لما يحب ويرضى، ويديم على هذا الوطن وحدته وأمنه وإيمانه.
د. عبدالله بن عبدالله الجمعة - وكيل جامعة سلمان بن عبدالعزيز