حبانا الله سبحانه في هذا الوطن الكريم المعطاء بنعم كثيرة، لعل من أهمها نعمة استقرار الحكم وتنظيم تداوله، فما أن يترجل قائد حتى تؤول القيادة بسلاسة إلى قائد آخر في ظاهرة قلّ نظيرها في العالم ماضياً وحاضراً.
يتغير القادة وتبقى القيادة ويستمر النهج الذي وضعت أطره وحددت أبعاده العريضة منذ حكم المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود -طيب الله ثراه-، فالسياسة الخارجية للمملكة إقليمياً ودولياً ثابتة في مبادئها وأسسها وأهدافها، وإن تغيرت في أساليبها ووسائلها وفقاً لمعطيات العصر ومتغيراته.
كما أن المملكة تحرص ومنذ قيامها في سياستها الاقتصادية والمالية على تحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية شاملة محورها هو الإنسان وبما يحقق تقدم الوطن ورفاهية المواطن في إطارٍ من الجهود المبذولة باستمرار لصيانة الأمن وتعزيز الاستقرار.
المواطن هو العنوان لتوجهات وتوجيهات القيادة، فهو محور الارتكاز للخطط والبرامج ومشروعات التنمية، وهو وسيلة تحقيق التنمية الشاملة وهو هدفها ومآلها.
عندما تشرفت مع الوزراء المكلفين حديثاً بمهامهم بأداء القسم بين يدي والد الشعب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- مساء الأحد 22 صفر 1436هـ، كان يحثنا ويوجهنا في حديثه الموجه لنا على الاهتمام بالمواطن والحرص على خدمته وتحقيق مصالحه.
ولعل ذلك يفسر هذه العلاقة الحميمة الخاصة التي ربطت هذا القائد بشعبه الذي أحبه بصورة غير مسبوقة، حتى أن هذا الحب والتقدير تجاوز حدود المملكة إلى المجتمع الإنساني. هذا الملك الصالح الذي وإن وارينا جسده الثرى، سيبقى بسيرته العطرة ومآثره ومنجزاته باقياً ما بقي هذا الشعب الكريم.
وانطلاقاً من حقيقة أن الاهتمام بخدمة المواطن وتحقيق مصالحه يمثل المرتكز في عقل وقلب القيادة كلها، إننا وفي اليوم التالي الاثنين 23 صفر 1436هـ، وعندما تشرف الوزراء الجدد بالسلام على خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- أوصانا ذات الوصية بالاهتمام بالمواطن وفتح القلوب قبل المكاتب لهم والاستماع لمطالبهم والعمل على تحقيقها.
وليس هذا جديداً على سلمان بن عبدالعزيز الذي كان يخصص جزءاً من وقت العمل كل يوم لاستقبال المواطنين في قصر الحكم بالرياض، كما خصص مساء الاثنين من كل أسبوع لذات الهدف منذ أن كان أميراً لمنطقة الرياض.
لقد كان دائماً حريصاً على التواصل مع المواطنين ومشاركتهم أفراحهم واحتفالاتهم، يزور مرضاهم في المستشفيات للاطمئنان عليهم والتخفيف من معاناتهم، ويزور بعض الأسر في بيوتهم لتقديم التعازي في موتاهم.
ومن الشواهد المؤثرة التي تدل على محبة المواطنين له توافد الجموع الهائلة منهم لتقديم العزاء له -يحفظه الله- في وفاة ابنيه وزوجه، الذي كان بمثابة استفتاء عفوي على مكانة سلمان بن عبدالعزيز الاجتماعية والسياسية بالدولة.
فسلمان بن عبدالعزيز قائد ورجل دولة مميز، وركن رئيس من أركان النظام السياسي السعودي، له مساهماته الواضحة في صنع القرار السياسي وبلورة علاقات المملكة الخارجية منذ أن كان أميراً لمنطقة الرياض.
يستمر قطار التنمية لتحقيق رفاهية المواطن يحيطه الأمن ويظله الاستقرار بقيادة الربان سلمان بن عبدالعزيز يؤازره صاحب السمو الملكي مقرن بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية -يحفظهم الله- نحو آفاق أوسع من النمو والتحديث للوطن وخدمة المواطن ورعاية مصالحه.
د. فهاد الحمد - وزير الاتصالات وتقنية المعلومات