كلمة «يَفْنى» في قاموس حياتك المليئة بالحب والعطاء ليس لها «معنى».
حين ودَّعت عن دنيانا أودعتها جميل، وجليل، ونبيل ما يمكن أن يتحلى به إنسان من خصائص كبيرة، وكثيرة عنوانها تواضع الكبار..
كل هذا لمسناه فيكَ، ومنكَ في وضح النهار، دلالة حب بمساحة هذا الوطن، ودفقاته دقات قلبه.
قرأناك صوت صلاح بُغية ما أفسده الدهر..
شهدناكَ صانعَ عُمر على مشهدٍ عطر أنت أرسيتَ قواعده، ووضعتَ لبناته واحدة تلو الأخرى.. وما «الجامعات» و«عشرات آلاف المبتعثين» وما «المراكز المالية والاقتصادية».. وما «المؤسسات العلمية» إلا الغيض من فيض.
قرأناك عنوان «عون» و«خير» لمن ضاقت به سبل العيش من أبناء شعبك كانت الاستجابة منك بسرعة خطاب الضراعة والشكوى متى وصلت!
قرأناك صوت حوار جريء بين الأديان السماوية، والمذهبية الضيقة بغية خلاص البشرية من الحروب الدينية.. والصراعات المذهبية التي ما أنزل الله بها من سلطان.
قرأناكَ في مشاريع الاسكان الضخمة، وقد رُصد لها مئات المليارات من الرياض، إضافة إلى زيادة القروض للسكن من ثلاثمائة ألف ريال إلى خمسمائة ألف ريال، حلاً لمشكلة من لا يملك السكن وقد اكتوى بنار الإيجار الذي لا يرحم، وإعفاء القروض الزراعية للمتوفين في حدود أربعمائة ألف ريال للفرد الواحد.
هل بعد كل هذا.. وأكثر من هذا أيها الراحل الكبير لا نحزن على فراقك؟!
على قدر حزننا الثقيل برحيلك يأتي اعتزازنا النبيل بجميلك وعونك للمحتاجين والمدينين، وأنت على قيد الحياة كنتَ صانع حياة.. ومن يصنع الحياة يبقى حياً في ذاكرة التاريخ تحتفظ الذاكرة بذكراه.. وذكره كرمز حي لا يطاله النسيان.
لماذا؟!
لأنه الإنسان.. وأنتَ الإنسان يا أبا متعب..
«عبدالله بن عبدالعزيز» رحل.. وأبقى لنا السجل الحافل بالعطاء الذي لا يرحل.
ومن بعده سلمان بن عبدالعزيز عزيز هذا الوطن، وزعيم هذه الأمة وولي عهده مقرن.
يرحمه الله رحمة واسعة.. إنها نهاية العمر، كلنا لها.
- سعد البواردي