أفاق أبناء الوطن والأمتان العربية والإسلامية صباح يوم الجمعة على فاجعةٍ عظيمة.. وخبرٍ قاسٍ وأليم بوفاة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله - الذي نعاه الديوان الملكي فقيداً للوطن ودول العالم أجمع، بعدما يقارب عشر سنوات من الإنجاز والتطوير وبناء الوطن في شتى المجالات.
لقد ودّع ملك الإنسانية شعبه الحزين على فراقه، ولم يحتمل المواطنون تلقي واستيعاب الخبر لهول الفاجعة التي نزلت كالصاعقة على أبناءِ شعبٍ أخلصوا الولاء والطاعة لمليكهم، وأجمعوا على محبته الصادقة لعفويته غير المتكلفة.. فبادلهم الشعور نفسه بأبويته المعهودة، وكان - رحمه الله - دائماً ما يكرر عبارة «ما أنا إلا أخٌ لكم»، يقولها ويكررها في أغلب المناسبات بتواضع الملوك الكبار.
إن دموع المحبين للملك عبدالله بن عبدالعزيز في أصقاع المعمورة تنهمر اليوم صدقاً.. لا كذباً ولا رياءً.. تنهمر حزناً على رحيله إلى الدار الآخرة، ووفاته هي فاجعة وطن.. بل هي فاجعة العالم بأكمله الذي حزن حزناً شديداً على رحيله؛ لما له من تأثيرٍ كبير في الشأن العربي والدولي.
وحينما نود أن نذكر أو نعدد إنجازاته لوطنه فيصعب المجال؛ لأنه صاحب الإنجازات والإصلاحات في عهده في جميع المجالات الصحية والتعليمية والأمنية والطرق والإسكان والضمان الاجتماعي، وغيرها.
ونعلم أنه أفنى حياته في الدفاع والتصدي لقضايا الأمتين العربية والإسلامية منذ أن كان ولياً للعهد حتى وافاه الأجل المحتوم.
ولا ننسى نحن المواطنين السعوديين كلمته للشعب السعودي في أحد خطاباته، حينما قال: «يعلم الله أنكم في قلبي، وأستمد العون من الله ثم منكم». فهي كلمات أبوية، خرجت من القلب للقلب، ولا تزال أصداؤها باقية.
رحم الله الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وأسكنه فسيح جناته.
{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
- منصور شافي الشلاقي