أبها - نورة مروعي عسيري:
فاجعة الرحيل التي استيقظ عليها الشعب السعودي والعالم أجمع.. هزت المشاعر وهيجت القلوب فاستفاضت الأقلام التي انبرت تعبر عن حزنها في رثاء الملك الراحل عبدالله بن عبد العزيز شعرا ونثرا وخاطرة.. هذه الفاجعة نقلت صوتا وصورة وخطا ولوحة تشكيلية ولم يكن المواطن والمواطنة بمنأى عنها، هي مشاعر شعب تشرب الحب وعشق الوفاء حبا وولاء وانتماء لحاكم وقيادة وأسرة أسست وبنت دولة عظيمة حاضرها شاهد على ماضيها وماضيها فخر لمستقبلها، دولة عظيمة بعظمة منهجها الذي استقى مبادئه من كتاب الله وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم منذ تأسيسها في عصرها الأول وحتى عصرها الحالي عصور نماء وازدهار شهدت أحداثا تاريخية مختلفة وأزمات دولية وعالمية لا زالت المملكة العربية السعودية دولة عظيمة ناهز جنابها ريح عاصفة ولا عبثت بها زوابع الفرق الضالة، ولا سيرتها أطماع الخارجين والمارقين.. الالتفاف حول القيادة لم يشهده العالم إلا في هذا الوطن ولحمة وطنية ظلت حديث الإعلام الدولي الذي راهن على استمراره في ظل ظروف الشرق الأوسط وظل هذا الوطن شامخا بدينه وتمسكه بقيمه ومبادئه..
من قلب الجنوب أبت المرأة الجنوبية إلا أن تعبر عن مشاعرها وحبها وحزنها وألم مصابها في فقد ملك الإنسانية، وأن تؤكد دورها الوطني والأمني في إعلان مبايعتها لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله وولي عهده الأمير مقرن بن عبدالعزيز وولي ولي عهده الأمين الأمير محمد بن نايف مؤكدين جميعا على الحب والوفاء راجين من المولى عز وجل أن يحفظ لهذا الوطن أمنه وأمانه وهيبته، وبلقاءات خاصة أجرتها صحيفة «الجزيرة», مع شرائح مختلفة من مواطنات المنطقة الجنوبية عبرت المواطنة «ليلى فايع» صاحبة أول مبادرة وطنية نسائية شعبية في تهامة عسير التي عبرت عن حزنها وعظم مصابها في فقد ملك القلوب الملك عبدالله بن عبدالعزيز وقالت: إن مصابنا جلل وحالة الحزن التي عمت الوطن هي أكبر دليل على حب هذا لملك المحبوب وأردفت فايع إذا كنا حقا أوفياء، فعلينا أن نعلن مباشرة بيعتنا امتثالا وطاعة لولي الأمر وأن نكون عونا للقيادة في حفظ أمن هذا الوطن العظيم.
وتحدثت عميدة كلية العلوم والآداب بجامعة الملك خالد فرع تهامة «سميرة محمد الصائغ» نيابة عنها وعن كل منسوبات الكلية من موظفات وطالبات فقالت: (إن حزن المرأة السعودية كبير جدا على فقد ملك رجل عظيم، حمل هم الوطن وهم الدولة وهم الأمة والعالم على عاتقه، فهو زعيم تمرس الزعامة وحكيم العرب مواقفه الدولية شاهد عليها عصره، وستظل خالدة، وأكدت الصائغ أن المرأة في تهامة عسير وفي المنطقة الجنوبية وفي المملكة كلها كانت حاضرة في المشهد المحلي والعربي والدولي بكل قوة استمدت قوتها من الله سبحان الله تعالى وشرعه القويم، ثم من الدعم الذي منحها إياه الملك الرحل رحمه الله وبينت الصائغ أن مبايعتها واجب وطني لا يمكن أن تتردد في إعلانها، فخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولاة عهده هم خير خلف لخير سلف، وستظل المرأة السعودية وفية ومخلصة لقيادتها الحكيمة التي أولت المرأة مكانة كبيرة غيرت النظرة العالمية على المرأة السعودية من خلال منحها السقف الأعلى من المطالب وجعلها شريكة فعلية في صنع القرار.
وتوجهت المذيعة والمراسلة بإذاعة الرياض والمحررة في صحيفة أخبار الوطن «دعاء أبو طالب» بالدعاء بالرحمة للفقيد الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز بأن يتغمده الله بواسع رحمته وأن ينزله الفردوس الأعلى من الجنة، وقالت (بخالص الانتماء والوفاء لهذا الوطن الغالي وحفاظا على الأمن وتحقيقا لولائنا لولاة أمرنا فإننا نبايع الملك سلمان بن عبدالعزيز ملكا على المملكة العربية السعودية ونبايع صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز وليا للعهد ونبايع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف وليا لولي عهده ودعت الله أن يحفظ على وطننا أمنه وأمانه واستقراره) وأكدت «أبو طالب» أن المرأة السعودية تربت على الولاء والوفاء وما تسجله اليوم من وقفة وطنية هي واجب تحتمه عليها الوطنية، وإثبات حقيقي أن المرأة السعودية ستكون عونا لولاة الأمر والتفافا مع الشعب حول القيادة.
وببالغ الأسى والحزن نقلت المواطنة «عبير العسيري» تعازيها للأسرة الحاكمة وللشعب السعودي وللعالم أجمع ورفعت أكف الضراعة داعية المولى أن ينزل الملك الراحل منازل الصديقين والشهداء مؤكدة على بيعتها لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولاة عهده.
وبعبارات تخنقها العبرات قالت المواطنة «وعد محمد عبيد» (شعور اليتم والفقد شعور مؤلم.. شعر به كل فرد في هذا الوطن عند إعلان الديوان الملكي وفاة الملك عبدالله رحمه الله، ولكن عزاؤنا الوحيد أننا في ظل قيادة حكيمة استطاعت طوال هذه السنوات المحافظة على أمن هذا الوطن وسنكون لهم عونا بإذن الله.
وأضافت «زهور الخولي» أن الملك الراحل رحل بجسده وستظل روحه السامية نحملها في قلوبنا ندعو له ونذكره فمواقفه الإنسانية ملكت قلوبنا وأسرت مشاعرنا فهو قائد حازم بقلب حان.
وشاركت «زينة إدريس لفلقي» حرم رئيس مجلس أمناء قبيلة الأشراف آل الفلقي المهندس إبراهيم محمد الفلقي شاركت الـ»جزيرة» مشاعرها فقالت (إنه لمن المؤلم أن نقول الملك الراحل فالمصاب كان عظيما برحيل ملك الإنسانية الملك عبدالله بن عبدالعزيز وتقدمت الفلقي بالعزاء للأسرة الحاكمة وللأمتين العربية والإسلامية وللشعب السعودي ولأمير منطقة عسير ولأهالي منطقة تهامة خاصة وأوصت الشعب السعودي بالالتحام حول القيادة روحا وقلبا وجسدا وإعلان البيعة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وأن يكونوا عونا لهم في طاعة الله ورسوله ثم لقطع الطريق على كل من تسول له نفسه العبث بأمن هذا الوطن واستقراره).
ونقلت الأستاذة «فاطمة آل هماس» بالعلاقات العامة بالقسم النسائي بإمارة منطقة عسير تعازيها للأسرة الحاكمة وللعالم أجمع وللشعب السعودي خاصة الذي أثبت حبه ووفاءه لدولته ولقادته وعبر عنها في مواقف متعددة فكان فرس رهان لا يمكن أن يخسر على مستوى العالم، وأكدت آل هماس أن الوطن والوطنية شعور تدركه المرأة السعودية وتربت عليه وستكون مثالا وقدوة للعالم كرد للجميل للملك الراحل الذي كان قلبه يحمل للمرأة كل الحب والاحترام وما قراراته التي سمحت للمرأة بالحضور الفعلي على مستوى الدولة إلا شاهد واقعي على كلماته التي كان يرددها (المرأة مخلوق مني وأنا مخلوق منها).. كما أعلنت عن مبايعتها لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ومبايعتها لولاة عهده وأضافت المبايعة وإعلانها من كل الشعب السعودي دليل واضح على حب الوطن وحب القيادة وحب الأرض ودليل على الوفاء الذي تربى عليه الشعب السعودي بكل شرائحه.
ونعت «فاطمة عبدالله الفلقي» رائدة الموهوبات بالمتوسطة الأولى بمحافظة محايل الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز بحزن شديد ودعت له عند انتقاله لمثواه الأخير بأن ينزله الفردوس الأعلى من الجنة، وذكرت أن الملك عبدالله كان يحمل صفات الملك الزعيم الصالح الذي حمل هم الوطن وهم الأمة محبا للسلام وحريصا على الإصلاح محاربا للإرهاب منافحا عن الدين ذائدا عن حياض العقيدة لذا لم يبكه شعبه فقط بل بكاه العالم فكانت فاجعته كبيرة ومصابنا فيه أيضا كبير.
وحملت الأستاذة «ابتسام جبران» مديرة المتوسطة الأولى كل مشاعرها ومشاعر منسوبات مدرستها الإنسانية والوطنية محملة بتعازيها التي عبرت عنها قائلة (فقيدنا الملك عبدالله بن عبدالعزيز.. كم هو مؤلم فقدك ورحيلك الذي بكته كل بقعة في هذا الوطن حزنا وبكاء ونحيبا يوقظ المشاعر لحجم المسؤولية الكبيرة على كل فرد في هذا الوطن من الرجال والنساء ليدركوا أهمية مبايعتهم وإعلانهم الولاء سمعا وطاعة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ولولاة عهده مؤكدة أن العزاء في كل بيت في هذا الوطن وأن أهالي محافظة محايل ومنطقة تهامة أعلنت إيقاف كل مناسباتها حدادا وحزنا على فراق الملك الراحل.
وشاركت ممرضة مستشفى محايل «عمرة جبران» مشاعر الحزن الوطنية في موقف وطني يثبت مواقف المرأة السعودية المحبة لدينها الوفية لقادتها ولوطنها وقالت (الحزن على ملكنا الراحل جعلني وبدون تردد ألغي مواعد زواجي الذي تم تحديده منذ فترة وكنا قد وزعنا دعوات لإقامتها في إحدى صالات الأفراح ولكن مشاعر الحزن التي عمت الوطن والوفاء لملك الإنسانية تحتم عليها إيقاف الاحتفاء بالمناسبة. وقالت «جبران» (فكيف أفرح وأحتفي بزواجي وملكينا يوارى التراب وقد استيقظنا على فاجعة موته فلا كانت الأفراح ولا كانت الاحتفالات وقلوبنا منكسرة ثم توجهت بالدعاء للملك الراحل بأن يسكنه الله فسيح جناته ويتغمده بواسع رحمته وأن يجبر مصاب العالم أجمع في فقده، وأكدت جبران أن مبايعتها لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز واجب ملزم سمعا وطاعة وحب ووفاء وولاء وانتماء للأرض والأسرة).
ونقلت المواطنة «ليلى فايع المسهري» تعازيها لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولولي ولي عهده الأمير محمد بن نايف ولجميع أفراد الأسرة الحاكمة في فقيد العالم الملك عبدالله بن عبدالعزيز سائلة المولى أن يتغمد الملك الراحل بالرحمة والمغفرة وأن يسكنه فسيح الجنات وعبرت عن حزنها الشديد ومصابها الجلل ناقلة تعازيها لكل الشعب السعودي الذي اعتاد على الالتفاف حول قيادته في الأزمات مؤكدة أن هذا الوطن الشامخ لن تهزه الأزمات فهو وطن أعزه الله بدينه.
ووضحت الأستاذة «أميرة عسيري» تربوية وفنانة تشكيلية أن مشاعرالحزن التي عمت أرجاء الوطن هي لوحة فنية في الوفاء والولاء تعجز ريشتها عن تصويرها وتعجز كلماتها في التعبير عنها وتظل فترة حكم الملك الراحل حكاية عشق بين شعب وملك لا ينساها التاريخ.
وكان للدكتورة «منى مصطفى عبدالعزيز» من السودان الشقيق بقسم التربية وعلم النفس بكلية العلوم والآدب بجامعة الملك خالد فرع تهامة وقفة عزاء عبرت فيها عن حزنها فقالت تعز كل عبارات الرثاء عن وصف شعورالحزن الذي غلب على قلوبنا. وأضافت (أنين وألم وحزن ورثاء لمليك ملك قلوب شعبه وأفاض بعطائه على كل ذي حاجة وبصماته واضحة. اهتم بالتعليم وتطويره. أعان اليتيم والمحتاج. وساند الأرملة والمطلقة ولبى احتياجات شعبه فحفر ذكره في صخور وطنه صخرة ومواقفه في الوطن العربي والإسلامي خطها التاريخ بمداد من ذهب من ضيافة للمعتمرين والحجيج (ضيافة واستقبالا واهتمام بضيوف الرحمن ثم توجهت الدكتورة منى بأكف الضراعة للرحمن بأن يرحم ويغفر لمن قام على خدمة ضيوفه).
وعبرت الدكتورة «هالة السيد البشبيشي» مدرسة بجامعة الإسكندرية وأستاذة سابقة بجامعة الملك خالد فرع تهامة بقولها ( عشت خمس سنوات في المملكة العربية السعودية وكنت أعمل كأستاذ مساعد للعمارة الداخلية في جامعة الملك خالد وشعرت وكأنني في وطني الثاني ولمست شعور الأمن والأمان والحب والألفة والالتفاف بين الشعب والقيادة، وأن هذا الزعيم هو ملك ووالد للجميع ولفتتني الإنجازات التي حققها في مجالات متعددة 28 جامعة و200 ألف مبتعث و6 مدن طبية و11 مستشفى تخصصيا و32مستشفى عاما وشبكة طرق برية وحديدة و11 مدينة رياضية 9 سنوات من العز والرخاء 9 سنوات من النماء والعطاء والبناء 9 سنوات من الأمن والأمان والاستقرار 9 سنوات من الحب المتبادل بين الحاكم والشعب و9 سنوات من الخير في عهد رجل الخير أبا متعب ثم ودعت البشبيشي الراحل قائلة (وداعا أيها القائد الحاكم الوالد الحكيم الحنون والى جنات الخلد يا ملك الإنسانية). وأضافت» إن مشاعر الحزن التي عمت أرجاء المملكة العربية السعودية هي ذات المشاعر التي عمت أرجاء وطنها جمهورية مصر العربية التي تدين بالوفاء للفقيد الراحل فمواقفه تجاه مصر لا ينساها الشعب المصري ولا القيادة المصرية حيث كان موقفه- رحمه الله- صمام أمان للمنطقة العربية جنبتها استمرار الأزمات التي عصفت بها.