جدة - عبدالقادر حسين:
اتفق خبراء ورجال أعمال على أن فقدان خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز خسارة كبيرة للشعب السعودي والأمتين الإسلامية والعربية، مؤكدين أنه كان من أكثر شخصيات وزعماء العالم تأثيراً على مدار أيام حكمه، ونجح أن يجعل لوطنه دورا محوريا مهما على الصعيدين الإقليمي والعالمي، وعاش الاقتصاد السعودي أزهى فتراته خلال العقد الأخير من الزمن نتيجة سياسة الإصلاح الحكيمة، وأكدوا قدرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز وولي ولي العهد الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز في الحفاظ على توازن واستقرار المملكة خلال الفترة المقبلة بمشيئة الله وتعزيز قدرتها على جميع الأصعدة.
دور كبير
واعتبر الدكتور المهندس محمد التركي وفاة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز صدمة كبيرة للسعودية ودول العالم الإسلامي، وقال ان أعماله وانجازاته ستبقى خالدة للأجيال المقبلة ولا يمكن أن تمحوها السنوات أو الأحداث، بعد أن وضع هموم المواطن في قلبه.. فأصبح يحتل مكانة كبيرة في قلوب الجميع، وكرس جهده للنهوض بالوطن والاهتمام بشعبه، وأكد ثقته الكاملة في أن يكمل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده وولي ولي العهد المسيرة ويعززون مكانة المملكة العربية السعودية لتكمل دورها المحوري الكبير في المنطقة.
واختتم بقوله: لا يخفى على أحد دور القطاع الخاص المهم والأساسي في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز يرحمه الله في بناء اقتصاد حر ومساهمته الفعالة في التنمية الاقتصادية والبشرية، ودوره المهم في القضاء على البطالة وتوفير فرص العمل وإكمال دور القطاع الحكومي في توفير السلع والخدمات، بالإضافة إلى دوره المهم في زيادة الدخل الوطني.. ولا يمكن أن يتحقق ذلك إلا في ظل وجود الأمن والاستقرار والبيئة الاقتصادية الصالحة التي وفرتها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز (يرحمه الله).
إنا لمحزونون
وقال رئيس اللجنة الصناعية في غرفة جدة إبراهيم بترجي: إنا لفراقه لمحزونون.. فقد خطت الصناعة السعودية في عهده يرحمه الله خطوات كبيرة وتمثل ذلك بصورة أساسية في التطور الذي شهدته الاستثمارات الصناعية منذ إنشاء صندوق التنمية الصناعية السعودي، حيث تم زيادة المدن الصناعية من 14 مدينة صناعية طورت على مدى 40 سنة، لتقفز إلى 28 مدينة صناعية ما بين مطورة أو تحت التطوير، وبعد أن كانت المساحة لا تزيد على 42 مليون متر مربع وصلت في الوقت الحالي إلى 110 ملايين متر مربع ويجري العمل على زيادتها إلى 160 مليون م2 عام 2015م، ووصل عدد المصانع إلى (3) آلاف مصنع بعد أن كان العدد لا يتجاوز (1600) مصنع، وتم استقطاب المستثمرين من القطاع الخاص لإنشاء مجمعات سكنية وتجارية وخدمية وتطوير وتشغيل مرافق المياه والاتصالات والأمن الصناعي.
وثمن بترجي المبادرات التي أطلقها الملك عبد الله بن عبد العزيز يرحمه الله للاستثمار الزراعي في الخارج، بهدف تحقيق الأمن الغذائي للأجيال المقبلة في السعودية، حيث أنشأت الدولة الشركة السعودية للاستثمار الزراعي والإنتاج الحيواني في الخارج «سالك» بموجب أمر سام، بهدف زراعة المنتجات الأساسية التي توجد قيود على زراعتها في الداخل بسبب ما تتطلبه من كثافة مائية، مثل الأرز، والحبوب الزيتية، والقمح، والسكر، والشعير، والأعلاف الخضراء، والذرة، والمنتجات الحيوانية والسمكية، وفول الصويا، حيث قدرت حجم الأراضي الزراعية التي تستثمر فيها المملكة عبر رجال أعمالها في الخارج بعشرات الآلاف من الهكتارات، في حين لا تتجاوز مساحة الأراضي الزراعية المحلية 300 ألف هكتار.