جدة - صالح الخزمري:
عبر عدد من الأدباء والمثقفين والشعراء عن حزنهم العميق لرحيل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، معددين مآثره رحمه الله وما قدمه لأمته ووطنه من خدمات شتى تركت انطباعا إيجابيا لدى الشعب الذي بادله حبا بحب ووفاء بوفاء، وفي ذات الوقت يباركون لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز تسلم السلطة، داعين الله له بالتوفيق والسداد مشيدين بالسلاسة في انتقال السلطة.
- بداية عبرت صاحبة السمو الملكي الأميرة بسمة بنت سعود - الناشطة الاجتماعية في حقوق المرأة مديرة ومؤسسة مركز غوراء للأبحاث والتحليل والتدريب - عن حزنها العميق وتقول: نعزي أنفسنا أولا ثم أهلنا وإخواننا بالمملكة العربية السعودية بل الوطن العربي والأمة الإسلامية بفقيدها الملك الطيب عبد الله بن عبد العزيز رحمه الله مضيفة سموها أنه لم يحمل رحمه الله على كاهله هموم أبناء المملكة فقط بل حمل هموم الوطن العربي والإسلامي و كان لوجوده التأثير الإيجابي بمختلف القضايا.
وتضيف سموها: فقدت المملكة والأمة رجلاً يستحق الاحترام، ذكراه الطيبة حفرت بحروف من ذهب وكانت على رأس تلك الحروف أكبر توسعة بتاريخ المملكة العربية السعودية للحرم المكي والحرم النبوي.
رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، ملك الإنسانية الذي لن ينساه التاريخ وبارك الله في من اختار سلمان فقد كتب التاريخ وملك الإنسانية قد وافق عليه.
فلنرفع الأيدي كلنا وندعو له ونبارك للمليك الجديد وما اختاره الملك عبد الله بن عبد العزيز فعهده كان عهد كتابة تاريخ ونحن نراه الآن يتجدد في أوامره وما أوصى به أمام أعيننا كتابة تاريخ مستقبل المملكة. رحمه الله فقد كان نافعا في حياته وبعد مماته.
وأضافت سموها: إنها نعمة تستحق الشكر من الله أن تنتقل السلطة والحكم بهذه السلاسة والهدوء والحكمة في المملكة.
اللهم أسألك التوفيق لخادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبد العزيز اللهم سدد خطاه ووفقه إلى ما هو خير للدين ثم الوطن. خير خلف لخير سلف.
- وسأل د. جمعان بن رقوش - رئيس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية - الله بمنه وفضله ورحمته الواسعة ان يغفر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ويرحمه ويسكنه فسيح جناته وان يجزيه على ما عمل للإسلام والمسلمين خير الجزاء وان يرفع درجاته في عليين مع الأنبياء والشهداء والصديقين برحمتك يا أرحم الراحمين، وان يوفق خلفه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير مقرن بن عبدالعزيز وولي ولي العهد الأمير محمد بن نايف ويسدد خطاهم إنه سميع مجيب.
- فيما يقول أ.د. ظافر بن عبد الله الشهري عميد كلية الآداب - جامعة الملك فيصل - رئيس مجلس إدارة نادي الأحساء الأدبي: رحل مليكنا الذي أحبنا فأحببناه خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبد العزيز آل سعود إلى جوار ربه، رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة، نعم رحل عبد الله بن عبد العزيز ونحن مؤمنون بحكم الله وقضائه وقدره، ورغم الألم الكبير والحزن الشديد الذي خيم على البلاد والعباد فإنه - رحمه الله - باقٍ في قلوبنا حبا صادقا راسخا برسوخ الجبال الشوامخ وسيبقى في ذاكرة الوطن من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه، وعزاؤنا فيه - رحمه الله - هذه البيعة الشرعية لخلفه الكريم الملك سلمان بن عبد العزيز أعانه الله ووفقه لقيادة هذه البلاد الطاهرة وشعبها الأبي الوفي، وإكمال المسيرة التي بدأها الملك عبد العزيز - رحمه الله - وأبناؤه من بعده قبل أكثر من مائة عام.
ذهب خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى جوار ربه، ولكن إنجازاته لوطنه وشعبه وذكراه وسيرته العطرة ستبقى علامات حية في قلوبنا وقلوب الأجيال القادمة من أبناء هذه البلاد الطاهرة.
إن الحدث جلل والمصيبة كبيرة بفقد الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي أحب شعبه فبادله الشعب حباً بحب، نذر حياته منذ فجر شبابه الأول لخدمة هذا الوطن وأهله، فأحبه الوطن وأهله، ونقل المملكة نقلة حضارية سبقت حسابات الزمن في عالم مضطرب عصفت وتعصف بكثير من دوله الفوضى والخلل السياسي، فكانت المملكة في عهده - رحمه الله - وستبقى بإذن الله في عهد خلفه قلعة حصينة بإذن الله، ثم بإرادة حكامها وشعبها بلد التوحيد والوحدة ودوحة الأمن والأمان رغم أنوف الحاقدين والمغرضين والمراهنين.
نسأل الله جلت قدرته أن يغفر له وأن يجعل ماقدمه لوطنه وشعبه وأمته الإسلامية والإنسانية جمعاء من إنجازات تفوق الوصف في موازين حسناته، وأن يعين خلفه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين الأمير مقرن بن عبد العزيز وولي ولي العهد الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز لمواصلة المسيرة وصيانة مكتسبات الأمة، وأحسن الله عزاءنا جميعا في مصابنا الكبير وعوضنا خيرا في خلفه الكرام. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
- د. سعود كاتب - مدير عام الإعلام الخارجي بمنطقة مكة المكرمة - قدم عزاءه للجميع بقوله: أحسن الله عزاءنا وعزاءكم في فقيد الأمتين العربية والإسلامية.. خادم الحرمين الشريفين.. الملك عبدالله بن عبد العزيز..
ودعا للراحل: الى جنة الخلد ابا متعب.. اللهم ارحمه واغفر له واكرم نزله و وسع مدخله وآنس وحشته.. اللهم اغسله بالماء والثلج والبرد.. ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس.. اللهم اجرنا في مصيبتنا.. واخلفنا خيرا منها.. «إنا لله وإنا إليه راجعون».
أشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
ثم قدم بيعته للملك سلمان: أبايع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود على السمع والطاعة في غير معصية، في المنشط والمكره والعسر واليسر وعدم منازعته الأمر وتفويض الأمور إليه، كما أبايع الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود وليا للعهد. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأزواجه وذرياته ومن تبعه الى يوم الدين آمين.. قال: «ومن مات وليس في عنقه بيعة مات مِيتة جاهلية».
- حسن الزهرني - رئيس نادي الباحة الأدبي والشاعر المعروف - اختصر مشاعره في الأبيات التالية:
فاضت دموعي ولم أدرك لها عددا
ومهجتي من أساها أصبحت قددا
لما أتى خبر الفقد العظيم وهل
كفقد من ما فقدنا مثله أحد؟!
ارحل فديتك (عبد الله) أنت هنا
في كل عين وقلب ماكث أبدا
- وكذا الشاعرة د. هند المطيري: تعبر شعرا عبر قصيدتها ( فقدتُ ولكنْ ما فقدتُ أنا وحدي)
رحلتَ وفيكَ الفقدُ أربا على الفقدِ
ولكنْ يفرّ المؤمنون إلى الحمدِ
رحلتَ كأنّ الموت يبحثُ جهده
عن الخلدِ أو تهفو الجنان إلى الخلدِ
يضنان فيكَ على الوجود وإنّما
يضنان عنّا بالمسرة والسعدِ
أيا خادمَ البيتين، والقلبُ والحشا
يذوبان من شوقٍ إليك ومن وجدِ،
ولكنّني، والفقدُ قسمة أمتي
فلستُ إذا أبكيكَ أبكي هنا وحدي،
أشاطرُ ذا البيتَ العتيقَ وأهله
وكلَّ بلاد الله فيكَ الذي تبدي
كأنّي رأيتُ البيتَ قد هزّ ركنه
نعيٌّ أتى في آخر الليلِ بالفقدِ
وكانَ، وعهدُ الله، يحسبُ أنّه
أتاه بشيرا بالذي كانَ من عهدِ
ففرّ إلى الظنّ الذي لا يهابه
وولى على وجهِ الظنون بلا قصدِ
وراح يعد الطائفين لعله
يراكَ ويشفي لوعة الظنّ بالوكدِ
فلما بدا ما كانَ يخشاه وانتهى
إلى أنّه لن يفتديكَ إذا يفدي
طوى قلبه حزنا عليكَ ولوعة
وصاح ليسري صوته في ذرا نجد:
علمتُ بأنّي فاقدٌ لا محالة،
ولكنّ ليتَ القبر يوتى به عندي
تُرابي بكى والركن والرملُ والحصا
وخرّ عمودُ الصحن مني على بعدِي
فقدتُ، وأبديتُ الذي في سريرتي
ولو كنتُ مصنوعا من الحجر الصلدِ
ولكنّ أمر الله لا شكَ نافذٌ
وليس خلافُ الأمر في طاقة العبد
- د. عبدالرحمن ابراهيم الحبيب رئيس قسم الصحافة بكلية الاتصال والإعلام بجامعة الملك عبدالعزيز قال: رحمك الله ياخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ايها الملك الصالح العادل ياملك الإنسانية ونصير الفقراء وقاهر الإرهاب ورائد التنمية والتقدم والحوار الوطني والتعايش الدولي والتضامن الإسلامي.
رحمك الله ياصاحب توسعة الحرمين الشريفين الاخيرة ووقف الملك عبدالعزيز وبرنامج الابتعاث الخارجي.. رحمك الله يا قائد التحول المعرفي ونقل التقنية والنهضة التعليمية الزاهرة والمدن والمنشآت الرياضية والمدن الاقتصادية والمترو والمطارات والموانئ الدولية.. رحمك الله يا صاحب المبادرات والمصالحات رحمك الله يا رجل المحبة و السلام رحمك الله ياحبيب الشعب. رحم الله من قال مادام أنتم بخير أنا بخير رحم الله من قال لا تنسوني من دعائكم.
أسأل الله العلي العظيم أن يتغمد عبدالله بن عبدالعزيز بواسع رحمته ورضوانه ويسكنه فسيح جناته وأن يوفق ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لمجلس الوزراء وزير الداخلية لإقامة التوحيد والسنة.
ورحم الله من مضى من آبائنا وامهاتنا وأمرائنا وعلمائنا وكل من له حق علينا ويحفظ من بقي منهم ويحيينا وإياهم على طاعته ورضاه وتوفيقه وهداه إنه ولي ذلك والقادر عليه.. أسأل الله أن يرحم الملك عبدالله ويغفر له ويوفق من بعده ويرد كيد كل من أراد هذا البلد بسوء في نحره ويجعل تدبيره تدميره.. اللهم احفظ هذا البلد وسائر بلاد المسلمين و»إنا لله وإنا إليه راجعون».
- الإعلامية نشوى السكري شاركت في تأبين الراحل الكبير وقالت: إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى، ونسأل الله أن يتغمد خادم الحرمين الشريفين بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهم آل سعود الصبر والسلوان، اللهم أنزله منزلا مباركا وأنت خير المنزلين اللهم أبدله دارا خيراً من داره وأهلاً خيراً من أهله وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر وفتنته. اللهم انقله من مواطن الدود وضيق اللحود إلى جنات الخلود {فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ لَّا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ وَفُرُشٍ مَّرْفُوعَةٍ}.
اللهم ارحمه تحت الأرض واستره يوم العرض ولاتخزه يوم يبعثون يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى اللّه بقلب سليم اللهم آمين آمين آمين.
- ويقول الشاعر محمد العطوي: فقدنا هذا الرجل العظيم الذي لا يكاد يخلو خطابه وحديثه من كلمة المواطن، لأنه يرى المواطن أهم شيء في حياة الحاكم. ويرى أن لا وطن بلا مواطن ولا مواطن بدون أن تتحقق له سبل العيش الكريم والحياة الآمنة المطمئنة، ولذلك فهو يوصي به الأمراء والوزراء والسفراء وكل المسؤولين.
رحمك الله يا خادم الحرمين الشريفين. وحفظ الله هذه الأرض الطيبة وأهلها.