أسأل الله العظيم لي ولكم أن يحفظ ويرد كل غائب اللهم أغفر لآبائنا وأمهاتنا وكل عزيز فقدناه وكل من كان معنا وفقدناه اللهم أرفع درجاتهم في الجنة، الموت حق وكل نفس ذائقة الموت لا محالة طال بها الزمن أو قصر. ففي كل يوم نفقد عزيزاً وغالياً على قلوبنا وليس بأيدينا سوى قوله تعالى {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.. لكن موت الوالدين أكثر جرحاً على القلوب فبأيديهم مفاتيح الجنة ولم يبق من برنا بهم إلا الدعوات لهم والصدقات والترحم عليهم ولم يبقى لنا إلا الذكريات الجميلة فلم نعد نراهم ولكنهم مازالوا في الذاكرة حاضرين وقد رحلوا بأجسادهم وبقيت آثارهم تذكرنا بهم وندعو لهم وحقهم علينا الدعوات الصادقة، نرجو من الله أن يصلهم أجرها إن العين لتدمع والقلب ليحزن. ففي الأسبوع الماضي كان الموت قد غيّب والدي إبراهيم العبد الرحمن العبيد المزارع البسيط والرجل الكريم الذي فتح بابه للجميع من الأقارب والأصدقاء وعابري السبيل والذي كان باراً بوالديه في حياتهما وبعد مماتهما وواصلا لأصدقائهما في وقت الشح واليسر فكان يقاسم لقمة العيش مع كل محتاج ويصل الرحم ويعطف على الصغير والكبير وقد بارك الله له في زراعته وحياته حتى غادرها بعد تسعين عاماً كافح فيها.. فقد عمل رحمه الله في مضيف مكة المكرمة التابع للحكومة عقدين من الزمن ثم جرب الأعمال التجارية بعدها ولم يواصل بعدها اتجه للزراعة ما يزيد على الخمسة عقود رحمه الله وموتى المسلمين. وما يخفف ألم المصاب والصدمة التي قدرها الله علينا ذلك التواصل والترابط في المجتمع الغالي والذين قدموا للعزاء من عدد من المناطق ومن عنيزة من الأهل والأصدقاء والمعارف وكان في مقدمتهم الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبد العزيز نائب أمير القصيم، الذي هاتفني معزياً ومواسياً في الفقيد، جزاهم الله خيراً. تلك الصورة الأسريه التي عشناها أسبوعاً كاملاً من المواساة والعزاء خففت آلامنا ومصابنا في فقيدنا الوالد، أسأل الله له الرحمة والمغفرة، فشكراً لهم جميعاً وأخص بالذكر أسرتي الغالية في صحيفة الجزيرة وعلى رأسهم المدير العام الأستاذ عبداللطيف العتيق وكافة الزملاء الذين عشت معهم ما يزيد على ثلاثة عقود والشكر موصول لسعادة محافظ عنيزة الأستاذ فهد السليم والمحافظين السابقين والزملاء الإعلاميين وكل مسؤول وصديق اتصل أو حضر للعزاء لا أراهم الله مكروها في عزيز لديهم.
محمد إبراهيم العبيد - عنيزة