أطلعت على مقال الأستاذ جاسر الجاسر في صحيفة الجزيرة عدد يوم الخميس 24 ربيع الأول 1436هـ والذي حمل عنوان ( رسائل شيخ الأزهر للمراجع الشيعية ) وكان مقالاً موفقاً في رسالته ونضيف بأنه يلزم المسلمين بعد قرون طويلة من الصراع المذهبي أن يتوقفوا للنظر في ميراثهم التاريخي الطويل والحامل لأزمة مذهبية عميقة ها هي اليوم تستخدم من قبل طرف من الأطراف لمقاصد سياسية تعمل لدفع الصراعات أن تكون قاعدة في منطقة مأزومة من العالم، فهذه المنطقة التي تعرف بأنها منطقة الحضارات البشرية وهي منطقة الهلال الخصيب والتي تجمع بين بلاد العراق والشام هي مهد الديانتين اليهودية والمسيحة، وهي مهد للأنبياء والرسل الذين أنزلهم الله تعالى لإصلاح أحوال الناس وهدايتهم إلى الطريق السوي الصحيح.
وهذه المنطقة من العالم تعاقب على حكمها الرومان زمن نبي الله عيسى عليه السلام وتبعهم العرب مع الفتوح الإسلامية وانتهت بحكمها من جهة العثمانيين، ويعتبر المختصين بالعلوم الإنسانية أن الرومان والعرب والعثمانيين هم أصحاب الحضارات البشرية الأساسية لأنهم بسطوا حكمهم على هذه المنطقة من العالم، ويستثى الفرس من ذلك فهم لم يبسطوا في تاريخهم سلطة حكمهم على العراق وبلاد الشام مما خلق قصوراً في حضارتهم الفارسية مما وضعهم في أزمة قومية داخلية منها أخضعت كل منهجيات المذهب الشيعي لتمرير أجندة سياسية كبيرة تهدف في حقيقتها للاستحواذ على هذه المنطقة في الشرق الأوسط.
القراءة من هذه الزاوية تجعل المهمة التي يقوم بها شيخ الأزهر هي مهمة تكاد أن تكون مستحيلة، فمن المفترض أن تتبنى مجموعات واسعة من العلماء ورجال السياسة والأكاديميين وغيرهم من المؤهلين لمخاطبة المرجعيات الشيعية بخطاب واقعي وعقلاني يخترق الحواجز التي صنعتها القومية الفارسية على مدى عقود طويلة تحتاج الآن لكثير من الجهود لتفكيكها من أجل أن يتخلص العالم الإسلامي من تبعات ضخمة هي التي تصنع الأزمات المتوالية في الشرق الأوسط.
نجوى عبدالله الأحمد - الرياض - جامعة الأميرة نورة