هذه الدعوة الربانية التي هي الدعوة إلى عبادة الله إنما هي سبيل المؤمنين المتوكلين على الله حق توكله ، لقد نصر الله المؤمنين في مواطن كثيرة وخرج كثير من المسلمين في بلاد الكفر والاستعمار والاضطهاد. خرجوا من النفق المظلم ذلك النفق الذي كتب عليهم أن يعيشوا فيه سنوات عديدة كانوا خلالها مضطهدين. لا يستطيعون إظهار إسلامهم كما يجب. لذا فإن واجبنا تجاه مثل هؤلاء من إخواننا المسلمين أن ندعوالله لهم ونسعى لتعليمهم العقيدة الصحيحة حتى لايأتي من يشوش على فكرهم ومعتقدهم السليم. ليكن مسلكنا ونهجنا هو ذلك النهج الرباني والنبوي الشريف في الوقوف إلى جانب إخواننا أخوة العقيدة والدين في سوريا وفي كل مكان، فنؤدي الأمانة على قدر ما نستطيع في تبليغ هذه الرسالة الإيمانية والدينية إلى الناس ... دائما نجد المغلوب على أمره هو الشعب المسلم الأبي الذي قال ربي الله حقا إن الشعوب المسلمة لا بواكي لها فهي مضطهدة ومنتهكة حقوقها ظلما وعدوانا.. هل جريمة هذا المؤمن أنه يعتنق الإسلام وكتابه القرآن الكريم حتى أصبح لدى دول العالم مجرما؟، قال تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (108 سورة يوسف)، يجب أن يكون للمسلم موقف شرعي صحيح مما يحدث هنا وهناك في البلاد الإسلامية والعربية خاصة ما يتعرض له إخواننا المسلمون والأبرياء من أحوال لا تسر المؤمن سواء كانت هذه الأحداث حروب أو مجاعات أو تقتيل وتشريد ...الخ.. حيث الاحتلال والانتهاكات القانوبية والدينية والاجتماعية وغيرها دونما رادع يردع أو قانون يمنع. لذلك ينبغي لكل أفراد الأمة الإسلامية أن يعوا جميعا مايحدث ويدور في عالمنا الإسلامي والعربي من أحداث مؤسفة ومؤلمة. قال سماحة العلامة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله حول موقف المؤمن من الفتن : - الفتن نعوذ بالله من شرها - بين النبي صلى الله عليه وسلم خطرها وشرح ما يجب حولها عليه من ربه الصلاة والتسليم.. ما الفتنة؟ الفتنة كلمة مشتركة تقع على معان كثيرة تقع على الشرك وهو أعظم الفتن كما قال الله تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ} أي حتى لا يكون شرك...لهذا فإن مواجهة هؤلاء أمر ديني حتمي لا ينكره عاقل وصاحب غيرة على دينه وأمته وأهله وأخوانه المسلمين الذين يُنل بهم هذا العدو أشد تنكيل في كثير من بلاد المسلمين, فمن لجراحات إخواننا في كل مكان؟ قال الرسول صلى الله عليه وسلم: مامن امرئ مسلم يخذل امرءا مسلما في موضع تُنتهك فيه حرمته ويُنتقص فيه من عرضه إلا خذله الله تعالى في موضع يُحب نصرته ومامن امرئ مسلم ينصر امرءا مسلما في موضع يُنتقص فيه من عرضه ويُنتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب فيه نُصرته) رواه أبوداود... الدول التي خذلت العرب والمسلمين هل ننتظر منهم كلهم أن يحقنوا دماء المسلمين في سوريا أو أي مكان آخر يُضطهد فيه المسلمون الأبرياء المغلوبون على أمرهم...؟!