الجزيرة - المحليات:
ينقل إبراهيم الحمدان أحد أشهر المزارعين في عنيزة تجربته في وادي الجناح أمام زوار قرية الغضا التراثية وتحلّق زوار مهرجان الغضا حول سور المزرعة النموذجية، يعكس مدى الاهتمام بعملية الزراعة، ولا غرابة في ذلك وقد شكّلت الزراعة المكوّن الاقتصادي الأهم لمنطقة القصيم. ويستطيع الزائر للمهرجان أن يرى من خلال الصورة المتكاملة أحد أهم مظاهر التعاون في المجتمع السعودي، يجسدها نشاط الزراعة ففيها لكل شخص دوره المنوط به، الرجال والنساء والأطفال. ولكل مساحة من المزرعة توظيف إنتاجي معين، الماء والأشجار بأنواعها والإنتاج الحيواني بمشتقاته. تبدأ مزرعة الحمدان النموذجية بشرح عملية حفر بئر ماء، وذلك بأن يقوم مجموعة من الرجال يقفون على عمود حديدي موضوع في خط أفقي، ومتصل بسلاسل قوية مرتفعة ومثبتة في عمود آخر رأسي، بتحريك هذه الأعمدة جيئة وذهاباً لإنجاز عملية الحفر. هذه العملية التي تبدو شاقة يلطّف هؤلاء الرجال من صعوبتها بالأهازيج الشعبية التي تعظم قيمة العمل وما يمكن أن يجنيه، وتنبذ الكسل والخمول وما يمكن أن يشكله من خسارة كبيرة أولها ذمّ الشخص الخامل الذي لا ينهض إلى عمله وبالتالي لن يحقق شيئاً. وتعتبر مزرعة الحمدان ضاربة في القدم، ولكنهم بقيادة عميد الأسرة إبراهيم الصالح الحمدان حرصوا على استحداثها منذ 27 عاماً لتضم بالإضافة إلى زراعة النخيل وإنتاج التمور، قسم للحيوانات المفترسة والأليفة، والدواجن بأنواعها. ومنزل طيني متكامل شُيّد لأغراض المتحف ويحتوي على آليات زراعية قديمة وغيرها.