إنّ خيرية هذه الأمة مطوي في كتاب ربها العزيز الذي هو نور للأبصار والبصائر، وعمدة الملة، وينبوع الحكمة، {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} من تمسك به نجا ومن دعا إليه هُدي إلى صراط مستقيم، وهو أعظم ما تُربي به الأمة أبنائها. به فلاح الأمة وسعادتها؛ متى ما اهتديت بهديه واستضاءت بنوره وسارت على دربه وعنيت به حفظاً وتدبراً، وعلماً وعملاً، ونحن في المملكة العربية السعودية حرسها الله ندرك مدى الاهتمام الكبير والمبارك من القيادة الرشيدة بكتاب الله تعالى والعناية الفائقة به ابتداءً من طباعته ونشره، إلى إنشاء المدارس والجمعيات الخيرية، ومروراً بإقامة المسابقات المحلية والدولية ورعايتها وتقديم الدعم لها، وما زالت المسيرة المباركة مستمرة والاهتمام متواصل، وما إنشاء المركز الخيري لتعليم القرآن وعلومه، الذي جاء بموافقة من المقام السامي إلاّ دليل واضح وبرهان ساطع على ذلك الاهتمام وهذه العناية من ولاة امرنا -حفظهم الله- لذلك المركز الذي نما واستوى سوقه وأينعت ثماره وظهرت آثاره تعلماً وتعليماً، دراسة وتدريساً، قائمة على أسس منهجية، وقواعد شاملة للعقيدة والشريعة، والأخلاق والسلوك لتتكامل معها شخصية الفرد المسلم فكرياً وسلوكياً بعيدة كل البعد عن منهجية الإفراط والتفريط أو الغلو والجفاء، والذي يجعله فرداً نافعاً مفيداً لدينه ودنياه، ووطنه وأمته، وما رعاية وزير الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الدكتور سليمان بن عبدالله أبالخيل لأعمال الجمعية العمومية وترأسه لأدارتها ومتابعة خططها ومناهجها إلا دليل على عظم الاهتمام بتعليم كتاب الله وتدريسه وتطوير وسائله والعناية بمخرجاته، مركز هدفه الحقيقي وغايته العظمى هي العمل على تحفيظ الناس كتاب الله ونشر العقيدة السلفية بين المسلمين رجالاً ونساء شبابا وفتيات. بالإضافة إلى تعليم مناهج علوم الدين الأخرى كالفقه والعقيدة وعلوم القرآن دون أي رسوم مالية. مركز شعاره التربية بالقرآن، ووسيلته توظيف التقنية في مناهجها. مركز يسعى دائماً للتطوير لأن آماله كبيرة وغاياته عظمى، كل هذا وفق خطط ثابتة ودراسات عميقة متأنية لها بعدها واستشرافياتها للحاضر والمستقبل.