الجزيرة - واس:
يقف ركن «بانوراما سور جدة» بمهرجان جدة التاريخية شاهداً على تاريخها القديم قبل وبعد بناء سورها المشهور, والتغيّر الذي شهدته المنطقة حتى أصبحت على ما هي عليه في الوقت الحاضر. ويقرأ الزائر للركن تاريخ بداية جدة قبل بناء السور في الفترة من الأعوام 26هـ وحتى 366 هـ التي بدأت فيها قرية صغيرة أنشأها الصيادون الذين أتوا إلى جدة وكونوا اتحاداً بينهم وبين الصيادين في المنطقة. وبدأت جدة التاريخية في الاتساع كمساكن بدائية من الجهة الغربية على البحر آخذةً في التوسع ناحية الجهة الشرقية لارتفاعها عن البحر, وبعدما انتقلت «الفرضة» في عهد الخليفة الراشد «عثمان بن عفان» رضي الله عنه إلى جدة وتحويل تلك القرية الصغيرة «جدة» إلى ميناء رئيسي لمكة المكرمة بدأت في الاتساع مع الأحداث المتلاحقة لها عبر العصور الأولى كميناء بحري لمكة المكرمة يستقبل الحجيج والمعتمرين قبل بناء سورها الأول. ويحكي «بانوراما سور جدة» إنشاء أول سور في جدة في القرن الرابع الهجري، العاشر الميلادي وأصبحت جدة التاريخية قوة رباط وحامية لمكة المكرمة، واستمرت المدينة القديمة على هذا النحو قرابة ستة قرون إلا من بعض التوسع البسيط والردم جهة البحر. وكانت نهاية السور البحري عند منطقة رأس الضف البحري المرتفع في المنطقة الغربية لشارع الذهب حالياً عند مينائها القديم «أوقاف المعمار» شرق شارع الذهب. ويتطرق الشرح في ركن سور جدة إلى تجديد وتوسعة السور الذي بدأ عام911هـ بعد أن تهالك السور القديم الذي أصبح لا يؤدي وظيفته الحقيقية في الحماية. ويبرز ركن «بانوراما سور جدة» التجديد الحديث للسور في عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه لله - عام 1354 هـ حين جدد «الفرضة» ببناء جديد وكون ميناء بمقاييس حديثة في عهده.